لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع بأن يتمكن تشيزاري برانديلي من فرض نفسه أحد أفضل مدربي كأس أوروبا 2012 إن لم يكن أفضلهم، وذلك بعد أن استلم منتخب إيطاليا جريحاً وهرماً، ونجح في تحويله إلى قوة ضاربة فاجأت الجميع في العرس القاري، وقلبت الطاولة على جميع التوقعات بوصولها إلى النهائي، إذ ستواجه إسبانيا بعد غد (الأحد) في كييف. إن وجود إيطاليا في نهائي بطولة كبرى ليس بأمر غير مألوف، فهي التي توجت بطلة للعالم في أربع مناسبات، آخرها عام 2006، وأحرزت لقب كأس أوروبا مرة واحدة عام 1968 بقيادة فيروتشيو فالكاريغي، وخاضت غمار ثلاث مباريات نهائية أخرى (اثنتان في كأس العالم عاما 1970 و1994 ومرة في كأس أوروبا عام 2000)، لكن دائماً ما ترافق وصول «الازوري» إلى المباريات النهائية مع كلمة «حظ»، لأنه كان يعتمد في غالب الأحيان على دفاعه القوي أو ما يعرف بال«كاتيشناشو» والهجمات المرتدة. لكن الوضع كان مختلفاً في البطولة القارية الحالية، لأن برانديلي الذي لم يشرف سابقاً سوى على فرق الصف الثاني (اتالانتا وليتشي وفيرونا وفينيزيا وبارما وفيورنتينا)، جعل من «الازوري» منتخباً مثيراً بأسلوبه الهجومي الذي مكنه من أن يكون المنتخب الأفضل في جميع المباريات الخمس التي خاضها في نهائيات بولندا واوكرانيا، بينها أمام إسبانيا بالذات في الدور الأول (1-1) وأمام إنكلترا في ربع النهائي (4-2 بركلات الترجيح) وألمانيا في نصف النهائي (2-1). كانت خيارات برانديلي بمثابة المخاطرة، لكنه نجح في رهانه بعد أن قاد الإيطاليين إلى نهائيات كأس أوروبا للمرة الخامسة على التوالي والثامنة في تاريخهم، من خلال تصدرهم المجموعة الثالثة بثمانية انتصارات وتعادلين من أصل 10 مباريات. صحيح أن برانديلي (54 عاماً) لا يعتبر من المدربين الكبار في الكرة الإيطالية، كونه لم يشرف على أي من العمالقة يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان، لكن لاعب وسط يوفنتوس واتالانتا السابق تمكن من قيادة المرحلة الانتقالية في المنتخب بشكل ناجح معولاً بشكل أساسي على عنصر الشباب. رسم برانديلي لنفسه أهدافاً واضحة المعالم منذ تسلمه دفة المنتخب الإيطالي، ووضع مدرب فيورنتينا السابق نصب عينيه إعادة البسمة إلى جماهير بلاده ليس فقط من خلال النتائج، لكن بفضل أسلوب كروي ممتع وعروض هجومية تسر الناظرين. «كانت مهمة إعادة بناء الثقة في المنتخب شغلي الشاغل»، هذا ما قاله برانديلي قبيل انطلاق البطولة، وتمكن بالفعل من بناء هذه الثقة التي جعلته يخوض مباراته مع إسبانيا في الدور الأول بثلاثة مدافعين فقط، وهو أمر لم يحصل على الأرجح في تاريخ «الازوري». "الأزروي" يضمن مشاركته في كأس القارات ضرب المنتخب الإيطالي عصفورين بحجر واحد عندما بلغ نهائي كأس أوروبا 2012، بفوزه على ألمانيا 2-1 في نصف النهائي مساء أول من أمس(الخميس)، وضَمِن في الوقت ذاته مشاركته في كأس القارات المقررة في البرازيل من 15 إلى 30 حزيران (يونيو) 2013. وستشارك إيطاليا في كأس القارات بغض النظر عن نتيجتها في المباراة النهائية ضد إسبانيا الأحد المقبل، كون الأخيرة ستشارك في تلك البطولة أيضاً بصفتها بطلة للعالم. وستكون إسبانيا وإيطاليا ممثلتين لأوروبا، واليابان ممثلة لآسيا، والأوروغواي والمكسيك عن أميركا الجنوبية ومنطقة الكونكاكاف، والبرازيل الدولة المضيفة وتاهيتي من أوقيانيا. أما ممثل أفريقيا فيتحدد في نهائيات كأس الأمم الأفريقية مطلع العام المقبل في جنوب أفريقيا.