أُسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الرأي العام في السعودية قبل سنوات، إذ تم تنفيذ القصاص الأسبوع الماضي في كل من جنيدي وأخته جمالات مصريي الجنسية، لاختطافهما الطفلة الأفغانية راضية (لم تبلغ العاشرة من عمرها حينذاك)، وسجنها وتعذيبها واغتصابها لما يقارب أربعة أعوام. وبحسب ما نشر في تلك الفترة، كانت شرطة المدينةالمنورة تبحث في قضية بلاغ عن العثور على جثتين لطفلتين وضعتا في حقيبة، أبلغ عنهما مواطن بسبب الروائح الكريهة المتصاعدة، واكتشف لاحقاً أن الجثتين لطفلتي جنيدي نفسه، ماتتا بمرض ذات الرئة، واحتفظ بجثتيهما في حقيبة لسبب غير معلوم، ثم رماهما حين قرر الرحيل من خلال بوابة «الترحيل»! لكن رغبته في السفر تلك جاءت مع إصرار على الاحتفاظ بالطفلة الأفغانية المخطوفة، هذه الرغبة الملحّة كشفت خيوط جريمة بشعة تقشعرّ لها الأبدان، وتشبه إلى حد ما القصة المصرية الشهيرة عن السفاحتين الشقيقتين ريا وسكينة. في لقاء صحافي معها، قالت الطفلة الأفغانية لصحيفة «المدينة»: إنها أصبحت «تخاف من الستات»، فلم تعلم «راضية» الصغيرة وهي تستجيب لطلب أخت المجرم جمالات للذهاب معها إلى المنزل لتسديد ثمن غرض اشترته، أنها ذاهبة إلى أربع سنوات من السجن والاغتصاب وضرب وتعنيف مع سوء تغذية، «وجبة واحدة في اليوم تقدم من تحت الباب». جاء الحكم العادل، وتم التنفيذ الأسبوع الماضي، وأول حكم صدر في القضية كان في أواخر عام 1430ه جرى تمييزه في منتصف العام الذي تلاه. أعدت استذكار الجريمة البشعة مع شيء من الارتياح، بعد إعلان تنفيذ الحكم الذي كنا ننتظره ونسيناه مع مرور الزمن، وهي مناسبة للإشادة بالقضاء والحكم العادل الذي يحفظ الحقوق ويقطع دابر الإجرام والمجرمين، وكنت أتمنى أن نحصل على مزيد من المعلومات عن ذلك المجرم وشقيقته وزوجتيه اللتين كتب أنهما على علم، فالذي يقترف مثل هذه الجريمة ببرود وهدوء قد تكون له سوابق، فلا يعلم كم مكث في البلاد، وقصص ضياع الأطفال حول الحرمين كثيرة، والأدهى والأمرّ أن جنيدي كان معلماً في مدرسة خاصة، وتقول صحيفة «عكاظ» في خبر لها، إنه عرف في الحي الذي يسكنه بالتدين، وصورته المنشورة تخبر عن استغلال منتشر لمظاهر التقى والورع، وربما - والله أعلم - يكون معلماً أيضاً لمادة من مواد الدين! لكن تخيل معي لو لم يقرر جنيدي الرحيل كم كان على الطفلة راضية الانتظار؟ www.asuwayed.com asuwayed@