ا ف ب - هناك القليل من اللاعبين الذين تنقسم الاراء حولهم بقدر المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وسيبقى الوضع على حاله حتى يتمكن نجم ميلان الايطالي من فرض نفسه على الساحة الدولية. من المؤكد ان إبراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جداً الذين نجحوا في ان يكسبوا محبة الاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه انه غالباًَ ما فشل في الامتحانات الكبرى في حين يؤكد مشجعوه ان اللاعب الذي توج بألقاب مع اياكس امستردام الهولندي ويوفنتوس (جرد الاخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه) وانتر ميلان الايطاليين وبرشلونة الاسباني وصولاً الى ميلان، واللاعب الذي كلف هذه الاندية اموالاً طائلة للتعاقد معه لا يمكن ان يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دوراً اساسياً في فوز فرقهم. اما بالنسبة لمنتقدي «ابرا» فهم يرون بانه يتألق امام المنافسين «الصغار» وبحسب، وبأن فشله في احراز لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبار يؤكدان هذا الامر. في الواقع، لا يمكن للاحصاءات ان تقيس حجم موهبة لاعب ما، فالبرازيلي رونالدو الذي يعتبر من افضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب، لم يفز ايضاً بلقب دوري ابطال اوروبا على رغم انه دافع عن الوان العمالقة برشلونة وريال مدريد وميلان وانتر ميلان وايندهوفن خلال مسيرته الرائعة، لكن ذلك لا يقلل من حجم موهبته وموقعه بين نجوم الكرة المستديرة في التاريخ. اما ابراهيموفيتش، فيمكن القول إنه حظي بفرصته للتألق على الساحة العالمية بعد ان شارك مع منتخب بلاده في مونديالين وفي نسختين، كما خاض على صعيد الاندية غمار دوري ابطال اوروبا في 10 مواسم علي الدوري الايطالي ثلاث مرات وافضل لاعب سويدي 6 مرات. وهذه المرة الاولى التي يفشل فيها ابراهيموفيتش في احراز اي لقب خلال الموسم منذ عام 2003 حين اختبر هذا السيناريو مع فريقه السابق اياكس امستردام، اذ توج منذ حينها بلقب الدوري الهولندي عام 2004 ولقب الدوري الايطالي (اعوام 2007 و2008 و2009) وكأس السوبر الايطالية (2006 و2008) مع انتر ميلان والقاب الدوري الاسباني (2010) وكأس السوبر الاسبانية (2009 و2010) وكأس السوبر الاوروبية (2009) وكأس العالم للاندية (2009) مع برشلونة، وصولاً الى لقب الدوري وكأس السوبر الايطاليين عام 2011 مع ميلان. «انا لست معتاداً على عدم الفوز بأي شيء. هذه المرة الاولى التي يحصل فيها هذا الامر معي»، هذا ما قاله إبراهيموفيتش الذي تناسى موسميه الاوليين كلاعب محترف مع فريق بداياته مالمو إذ لم يتوج بأي لقب، مضيفاً: «اشعر بالخيبة، انه اخفاق». وستكون الفرصة سانحة امام ابراهيموفيتش الذي نقلت عنه الصحف الايطالية انه سيبقى مع ناديه «على رغم المشكلات الاقتصادية» التي يعاني منها، من اجل ان لا ينهي الموسم خالي الوفاض من خلال قيادة منتخب بلاده الى لقب كأس اوروبا، وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وما حققه الدنماركيون واليونانيون عامي 1992 و2004 الدليل القاطع على ذلك.