عادت التفجيرات لتهز قطاع غزة وتقلق أهله وتحرمهم الأمان حتى في أفراحهم، اذ أصيب 61 فلسطينياً في تفجير استهدف حفلة زفاف ليل الثلثاء - الأربعاء وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع. واعتقلت الشرطة التابعة للحكومة المقالة في غزة ثلاثة من المشتبه بهم بالوقوف وراء الانفجار، والذين يُعتقد بانهم زرعوا عبوتين ناسفتين محليتي الصنع أسفل المنصة التي ترتفع عن مستوى سطح الأرض أكثر من متر واحد. وحفلة الزفاف هي للعريس محمود محمد دحلان (25 عاماً)، وهو من العائلة نفسها التي ينتمي اليها القيادي في حركة «فتح» محمد دحلان، لكن «الحياة» تأكدت من انه ليس ابن شقيقته كما تردد في وسائل اعلام عدة. لذلك يُعتقد بان التفجير وقع على خلفية دينية وليست سياسية، وان من يقف وراءه هو جماعة سلفية جهادية حديثة النشأة انتمى أعضاؤها في السابق الى حركة «حماس» التي طردتهم من صفوفها بسبب فكرهم المتطرف. في هذا الصدد، رجحت مصادر أمنية وحقوقية ل «الحياة» أن يكون «سلفيون جهاديون هاجموا الحفلة بذريعة أنها ماجنة»، علماً أن الحفلة غير مختلطة، وهي مخصصة للرجال فقط، ويطلق عليها «ليلة الحنة» التي يكون فيها العريس في بيت أهله والعروس في بيت أهلها. وترفض عادة «حماس» التي تصف نفسها بأنها حركة وسطية، مثل هذه السلوكيات والأعمال المتطرفة. وفي التفاصيل، وقع الانفجار بينما كانت فرقة غناء شعبي تحيي حفلة الزفاف بحضور عشرات المدعوين من الأقارب والأصدقاء وسكان المنطقة، من بينهم عدد كبير من الأطفال. وقال «مركز الميزان لحقوق الانسان» إن «الانفجار وقع بينما كان العريس قرب المنصة يطلب من الفرقة اختتام الحفلة التي اقيمت قرب منزله في جورة العقاد وسط مخيم خان يونس». وأضاف المركز أن «الانفجار أسفر عن إصابة 61 مواطناً من أصحاب الفرح والمدعوين بجروح مختلفة، بينهم عدد من الأطفال، ونُقل 42 منهم إلى مستشفى ناصر القريب، و19 آخرين إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج». ووصفت مصادر طبية جروح المصابين بأنها بين متوسطة وطفيفة، فيما قال مصدر في العائلة ل «الحياة» إن والد العريس أصيب بجروح بالغة، فيما أصيب العريس بجروح أخف. وفي أعقاب الانفجار، هرعت قوات من الشرطة إلى مكان الحادث وباشرت التحقيق في ملابساته. وتمكن خبير المتفجرات في الشرطة من إبطال مفعول عبوة ناسفة صغيرة الحجم لم تنفجر. واكتفى الناطق باسم وزارة الداخلية ايهاب الغصين بالقول تعقيباً على الحادث إن «جهاز الأمن الداخلي اعتقل ثلاثة متهمين في انفجار حفلة الزفاف»، مضيفا أن «التحقيقات لا تزال جارية معهم».