استؤنفت أمس الجلسة الثانية لمشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية بين وفدين من حركتي «فتح» و «حماس» في مقر جهاز الإستخبارات المصرية. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد «أن الشق الأمني من اتفاق القاهرة منوط بالجانب المصري الذي سيطبقه فور تشكيل الحكومة» نافياً ما تردد عن أنه لا يزال قضية خلافية. وقال الأحمد ل «الحياة» في اليوم التالي لإعلان الحكومة، في لقاء سيجمع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل سيبادر الجانب المصري الى تنفيذ مهامه في متابعة الملف الزمني والاشراف على تنفيذ الاستحقاقات المنوطة به. وقال الأحمد أنه جرى «وضع جدول لأعمال الحوار، الذي يحتاج تطبيقه الى عشرة أيام من اجل تنفيذه بما فيه ملف الحكومة (...) لأنه يضم كل القضايا التي وردت في الاتفاق الذي وقعناه أخيراً بما فيه ضرورة عمل كل اللجان المنبثقه عن المصالحه ومتابعة آدائها»، لافتاً إلى أن مشاورات تشكيل الحكومة يرتبط بتقويم لعمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة. وقال الأحمد أن «مشاورات تشكيل الحكومة داخلياً في حركة فتح بدأ في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق وأن الاعلان عن الحكومة سيتم عقب نهاية المشاورات بين الحركتين وبالتوافق». وأكد استقلالية لجنة الانتخابات المركزية وقال «لا يحق لأي طرف مهما كان التدخل في اعمالها». وكشف رئيس تجمع الشخصيات المستقلة منيب المصري عن اتصال جرى مع مشعل خلال لقاء عقده أمس في غزه مع هنية وقال: «إن مشعل بارك جهود لجنة الانتخابات المركزية ودعا الى ضرورة انجاز عملها بأسرع وقت وتذليل أية صعوبات قد تواجهها». وشدد على أن هنية ملتزم انجاح عمل اللجنة من اجل اجراء الانتخابات بشكل سلس، واستبعد ما تردد عن مطالبة هنية باشراك عناصر من «حماس» في عمل اللجنة وقال: «التقيت رئيس اللجنة حنا ناصر وعبر لي عن ارتياحه للقاء إجراه مع هنية». وفي غزة أعلنت لجنة الانتخابات المركزية، التي بدأت عملها في قطاع غزة أمس، انها ستباشر السبت المقبل تحديث سجلات الناخبين في القطاع، موضحة ان هذه اللوائح ستكون جاهزة منتصف تموز (يوليو). وقالت اللجنة، التي فتحت مقرها الرئيس في غزة صباحاً في بيان ان «تنفيذ عملية تحديث السجل الانتخابي سيستغرق ستة اسابيع بدءاً من السبت لاعداد التحضيرات اللوجستية والادارية وحملات التوعية الميدانية لجمهور المواطنين». وأوضحت انها ستعمل على «استقطاب الكوادر البشرية وتدريبها للانطلاق بالعملية الميدانية لتسجيل المواطنين في الاسبوعين الخامس والسادس حيث ستتم دعوة المواطنين الى التوجه الى مراكز تسجيل الناخبين لتسجيل انفسهم او تعديل بياناتهم». وعقد حنا ناصر لقاء مع وزير التربية والتعليم في حكومة «حماس» اسامة المزيني. وبعد اللقاء اكد اهمية «تسهيل مهمة اللجنة بحيث يمكن الاستفادة من المدارس الحكومية لعملية تسجيل الناخبين ووزارة التربية والتعليم قدمت لنا كل التسهيلات». وعبر ناصر عن امله في ان تكون فترة الاسابيع الستة «كافية لعملية التسجيل في القطاع». واجتمع ناصر مع اعضاء اللجنة في قطاع غزة في مقر اللجنة غرب مدينة غزة. ورحبت وزارة الداخلية في حكومة حماس ب «مزاولة لجنة الانتخابات المركزية عملها» في القطاع. وقالت الوزارة في بيان انها «ملتزمة تعليمات رئيس الوزراء (هنية)». ويفترض ان تتولى حكومة التوافق الوطني الانتقالية برئاسة الرئيس محمود عباس حال تشكيلها، الاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية. ومساء أمس أصدر جهاز الإستخبارات المصريه بيانأً جاء فيه «أنه تم استعراض نتائج زيارة لجنة الانتخابات المركزية إلى غزة، وعبرت «فتح» و«حماس» عن الارتياح البالغ والدعم الكامل لعمل اللجنة».