لم يمر على تاريخ كرة القدم الأوروبية أن أقيل مدرب بعد إحرازه أهم مسابقة للأندية في العالم، لكن هذا ما قد يحدث من المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو بعدما قاد تشلسي إلى أول فوز في تاريخه بمسابقة دوري أبطال أوروبا. عندما أقال مالك تشلسي الثري الروسي رومان أبراموفيتش المدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواش، وطلب من دي ماتيو تسلم مهمة إدارة الفريق موقتاً حتى نهاية الموسم، فإن أفضل ما كان يتوقعه من المدرب المغمور أن يعيد التوازن والاستقرار إلى صفوف الفريق، ومحاولة الحظي بالمركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، قبل أن يجد ضالته بمدرب ذي سمعة كبيرة في عالم اللعبة، لكن دي ماتيو، وعلى رغم فشله في إحراز المركز الرابع (حل تشلسي سادساً في الترتيب النهائي للدوري)، فإنه نجح في إحراز كأس إنكلترا، والأهم إحراز كأس دوري الأبطال الذي حلم بها أبراموفيتش إلى درجة الهوس على مدار تسع سنوات، وقام بتجربة 8 مدربين وصرف 607 ملايين جنيه إسترليني على 66 نجماً كبيراً من دون أي مردود في المسابقة الكبرى. اليوم وقع أبراموفيتش في حيرة، لأن دور دي ماتيو كان يجب أن يكون موقتاً، والخطة كانت تسير إلى نحو تعيين مدرب كبير، لكن الآن وبعد تحقيق هذا الإنجاز هل يصبح أبراموفيتش أول رئيس ناد في العالم يقيل مدربه بعد هذا الإنجاز؟ الغريب أن التصريحات الرسمية لغالبية لاعبي تشلسي عقب الفوز على بايرن ميونيخ لم تشر إلى رغبة واضحة بتعيين دي ماتيو مدرباً للفريق، بل كانت غالبية التصريحات ديبلوماسية تشيد بالجهد الذي قام به المدرب الإيطالي، وكأنهم يؤكدون إشاعة أن المخضرمين من النجوم، من أمثال جون تيري وفرانك لامبارد وديدييه دروغبا، هم من كانوا يديرون الفريق ويضعون خططه، لكن المدير التنفيذي لتشلسي بروس باك كان أول مسؤول رسمي من النادي اللندني يصرح بشأن مستقبل دي ماتيو، وقال: «قدم روبرتو جهداً رائعاً وحقق إنجازات كبيرة وجعل اللاعبين يقدمون عروضاً كبيرة، لذا فهو من بين المرشحين ليصبح مدرباً للفريق»، وعلى رغم الإيجابية في هذا التصريح إلا أنه يعكس عدم قناعة أبراموفيتش بعدُ بقدرة دي ماتيو على المدى الطويل. وأكمل باك: «دي ماتيو سيعلم مصيره مع الفريق قريباً جداً». البعض يعتبر أن سبب تألق نجوم تشلسي في المباريات التي تلت إقالة أندريه فيلاش بواش في شباط (فبراير) الماضي، أنهم أرادوا أن يثبتوا أن سبب الإخفاق في الأسابيع السابقة كان بسبب المدرب البرتغالي وليس بسبب عقم النجوم وتقدمهم في السن، وبالتالي فإن أي مدرب كان سيأتي لخلافة فيلاش بواش كان سيحقق مثل هذه النتائج، ومن هنا يأتي التردد في تعيين دي ماتيو، ولا سيما أن أبراموفيتش يعلم أن الفريق بحاجة إلى تجديد دماء وإعادة ترميم، وهذا قد يعني إجبار عدد من النجوم على الرحيل، وهي مهمة لا تصلح لمدرب شاب قريب من أعمار اللاعبين، مثلما اكتشف فيلاش بواش عندما تخلى عن خدمات نيكولاس أنيلكا وأليكس وأثار غضب بقية النجوم الذين شعروا أن الدور قادم عليهم. هنا سيدرس أبراموفيتش بعناية من سيقود فريقه الموسم المقبل، وقد يفاجئ العالم ويصبح أول مالك ناد يتخلى عن صانع أكبر إنجازاته... لكن المالك الروسي له تاريخ في إقالة مدربين موهوبين على غرار مورينيو وأنشيلوتي وسكولاري.