تواجه مليون خلية للنحل السعودي خطراً محدقاً قد يؤدي في يوم من الأيام إلى انقراضه جراء الاحتطاب في مواقع تحتوي على مراع نحلية من أشجار القرض والسدر والطلح، إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بإنشاء سدود في بعض الأراضي المحتوية على خلايا النحل. وحذر عدد من مربي النحل من ثمانية عوامل تسببت في تدهور النحل السعودي، إذ يأتي في مقدمها تدمير وإهمال المراعي النحلية. ويقول أحد مربي النحل خضر الزهراني ل «الحياة» إن أسباب تدهور النحل السعودي تتمثل في الاحتطاب وخصوصاً في المراعي النحلية التي تحتوي على أشجار القرض والسدر والطلح التي تعتبر من أهم النباتات النحلية في المملكة، وقص الأشجار بغرض صناعة القطران خصوصاً أشجار القرض والسدر، والتدمير الناتج من بناء السدود في بعض الأودية التي تشتهر بتربية النحل. وأشار الزهراني إلى أن من ضمن العوامل المؤدية إلى تدهور أوضاع النحل السعودي فتح الطرق والخطوط خصوصاً العشوائية في بعض الغابات والأودية التي يوجد بها مربو النحل، واندثار الكثير من المواقع نتيجة للجفاف في الأعوام الماضية، والرعي الجائر للماعز والأغنام والجمال، وجرف السيول للمراعي النحلية الواقعة في بطون الأودية، وحرائق المراعي النحلية التي تنتج أحيانا نتيجة لأخطاء بعض النحالين في استخدام المدخنات. من جهته، يوضح مربي النحل سالم الشدوي ل «الحياة» أن من أهم الوسائل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لحماية النحل السعودي تتمثل في وضع قائمة بالنباتات النحلية المحلية والدخيلة التي تلائم المناطق المختلفة، وضع آلية لزراعة وتوفير شتلات النباتات النحلية من جانب مشاتل الوزارة وتقديمها للنحالين والمهتمين في جميع مناطق المملكة، وضع آلية لزراعة أو إعادة زراعة بعض المناطق الرعوية بحيث يكون للمجتمع المحلي وخصوصاً النحالين دور في مراقبتها والإبلاغ عن أي تعديات وحمايتها من الرعي، تكثيف الزراعة في الأودية ومجاري السيول، وخصوصاً التي تشتهر بنجاح النباتات النحلية. ودعا بدر الجبل (مربي نحل) إلى تَدخل ومتابعة وزارة الزراعة ليتم تطبيق العقوبات اللازمة من جانب الجهات التنفيذية في مناطق المملكة المختلفة على المعتدين على المراعي، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل المواصلات والشؤون البلدية والقروية بتكثيف زراعة بعض النباتات النحلية المناسبة للبيئة التي تقترحها وزارة الزراعة في الحدائق والمتنزهات وعلى الطرقات مثل «النيم» الذي أثبت نجاحه في المناطق الساحلية والكافور وبعض الأشجار المحلية، زراعة مساحات رعوية في جميع المناطق خصوصاً المنطقة الساحلية من القنفذة إلى جازان، والاستفادة من مياه الأمطار ومياه المجاري عند توافرها. وطالب بإيجاد آلية لإدخال المراعي النحلية ضمن دراسات ومشاريع الغابات والمراعي التي تتم في الوزارة خصوصاً في المتنزهات والمحميات، وكذلك إدخالها ضمن استراتيجية الغابات، دراسة إمكان الاستفادة من محميات الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية والسماح للنحالين بدخولها والاستفادة منها.