ساد جو من الهدوء الحذر في طرابلس (شمال لبنان) امس، مع انتشار الجيش اللبناني في منطقتي باب التبانة وجبل محسن اللتين شهدتا الاشتباكات الاخيرة، وانتشار قوى الامن الداخلي في طرابلس. وكانت الاشتباكات تجددت عصر أول من أمس في شارع سورية الفاصل بين المنطقتين واستخدمت فيه الاسلحة الرشاشة والقذائف، ما أدى الى سقوط ثمانية جرحى بينهم طفل وعسكريان، اضافة الى تضرر عدد كبير من المنازل والمحلات. وتكثفت امس المساعي لإعادة الهدوء الى المدينة، وجرى تواصل مع الافرقاء المعنيين ومع المسؤول السياسي ل «الحزب العربي الديموقراطي» (في جبل محسن) رفعت عيد. كما جرى اتفاق على انتشار الجيش في كل المناطق في جبل محسن بحلول الثالثة عصراً، وفي باب التبانة بحلول الرابعة والنصف من دون اي شرط، وقضى الاتفاق بأن توضع منطقتا الاشتباك في التبانة وجبل محسن في عهدة الجيش، على أن توضع طرابلس في عهدة قوى الأمن الداخلي. وعلمت «الحياة» أن الجيش طوّق امس منزل عيد على خلفية ورود اشارات تفيد بأنه هدد بقصف طرابلس، وجرت اتصالات مفادها انه لا يمكن القبول بهذا التهديد. من جهة أخرى، قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان امام زواره، إن القرار اتُّخذ بحفظ الامن في المدينة، وإن الهمّ الاساسي للجيش هو تكثيف وجوده في كل أحياء التبانة وجبل محسن، لقطع الطريق امام اي احتكاك مباشر يؤدي إلى سقوط ضحايا، ولضمان تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الهدوء. ومن المتوقع أن يُعقد الإثنين المقبل اجتماع في نقابة المحامين في الشمال في حضور نقباء المهن الحرة الحاليين والسابقين وغرفة التجارة والمصارف والنقابات وهيئات المجتمع المدني والفاعليات السياسية والروابط المحلية، لبلورة توصيات تتولى لجنة المتابعة متابعتها حول اعادة الهدوء في طرابلس وتكريس الأمن، تمهيداً لتأمين الحلول لمشاكل أخرى. وفي حين أعلن الداعية عمر بكري أنه غير معني بالاتفاق الأخير الذي جرى بين وزير الداخلية مروان شربل والتيارات السلفية والحركات الاسلامية في المدينة، علمت «الحياة» أن بكري أُبلغ بأن هذا الكلام غير مقبول.