دعا الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله الأمة العربية والإسلامية إلى «التمسك مجدداً بخيار المقاومة لأنه الخيار الوحيد لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وما يتردد عن حرب اسرائيلية جديدة على لبنان»، معتبراً أن ما يحكى عن تسويات هو «مسرحية ضغط اميركي». كلام نصرالله جاء في رسالة تلفزيونية مباشرة خلال احتفال تأبيني لرئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن، أقيم في بيروت أمس، وألقيت خلاله كلمات عدة أبرزها كلمة لمرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامئني تلاها نيابة عنه الشيخ محمد علي التسخيري. وكذلك ألقى الشيخ عبد الناصر جبري كملة جبهة العمل الإسلامي، وألقى كلمة الجاليات الإسلامية الشيخ تاج الدين الهلالي، وألقى كلمة آل الفقيد نجله سالم فتحي يكن، وألقى مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم كلمة وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد. وجاء في كلمة السيد خامئني التي تلاها التسخيري: «ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة الداعية الإسلامي العزيز الشيخ فتحي يكن رحمه الله برحمته الواسعة، فتألمنا لهذا الفقدان. لقد كان الراحل علماً من اعلام العلم والجهاد والتضحية في سبيل خدمة الأمة والدين الإسلامي الحنيف، كما كان رمزاً للثبات على الحق والدفاع عن الثورة والمقاومة الإسلامية وكان داعية الى الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية وعاملاً على تعميق الصحوة الإسلامية وترشيدها بوعي وصمود قلّ نظيره، فرحمه الله رحمة واسعة وحشره مع الصالحين وألهم ذويه وأخوته من العلماء العاملين وأبناء الشعب اللبناني المؤمن الصبر والسلوان».. وتحدث نصرالله باسهاب عن مزايا يكن ودوره، معتبراً أنه «كان من مؤسسي المقاومة الإسلامية في لبنان وواصل هذا الخط الى ان كان التعبير الأقوى في الزمن الأصعب مع المقاومة في حرب تموز 2006 حين أعلن تأسيس جبهة العمل الإسلامي، وكان مشروعه وطموحه ان تكون الجبهة جزءاً فعلياً من حركة المقاومة الإسلامية، وتعاهدنا وبدأنا خطوات ونواصلها معاً». وأشار نصرالله إلى أن «السنوات الماضية كانت ذروة التواطؤ على وجود المقاومة الفيزيائي والمادي والبشري وسلاحها وثقافتها وفكرها، والمعركة لم تكن فقط على السلاح... المعركة على المقاومة ومشروعها في لبنان وفلسطين والعراق وكل منطقة، كانت هجوماً شاملاً وواسعاً على كل صعيد... وفي مثل هذا الظرف ادخر الله الشيخ فتحي يكن ليكون مدافعاً وقائداً ومنبراً وإماماً في هذه المواجهة التي تجاوزنا المرحلة الأصعب والأخطر من مراحلها». وأعرب نصرالله عن اطمئنانه على «مستقبل المقاومة لأن اعداءنا فعلوا ما يستطيعون وفشلوا»، مؤكداً «استمرار المقاومة حتى تحقيق أحلام الشيخ يكن». ورأى نصرالله أن «القضية الفلسطينية تواجه اليوم تحديات خطيرة جداً، والتسوية تبتعد وتبتعد على رغم كل ما يحكى عن مساع، لأن كل ما يقدم من فتات لا يمكن ان يقبله فلسطيني في يوم من الأيام». وقال: «اسرائيل ليست اكثر من اداة أميركية في عالمنا الإسلامي. هي ثكنة متقدمة لأميركا، فلا يضحك علينا أحد... الاستطيان مستمر وتهويد القدس متسمر والآن اصبحنا امام تهويد فلسطين». وأضاف: «نحن في مرحلة خطيرة جداً من مراحل القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية وهي في حاجة الى تنبه وتحمل للمسؤولية»، مشيراً إلى أن «الرهان على المقاومة وليس على كثير من الحكومة في النظام العربي والإسلامي لأن جاهزيتها للقبول بالتنازلات عالية، وبمجرد ان السيدة (هيلاري) كلينتون طالبت بخطوات شجاعة تجاه اسرائيل وجدنا بعض العرب يسارعون الى الدعوة الى الانفتاح على وسائل الإعلام الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي». وقال: «سمعنا احاديث عن حرب جديدة واستهداف جديد للبنان والنبرة الإسرائيلية ترتفع يوماً بعد يوم والإسرائيليون يعملون منذ حرب تموز، في شكل يومي وليل نهار على ترميم الثغرات ونقاط الخلل، وهناك مناورات وتدريب ووضع خطط جديدة، ويتحدثون عن حرب جديدة لاستئصال المقاومة كوجود على امتداد الساحة اللبنانية وبالتالي يستهدفون لبنان وهم يريدون الهيمنة عليه، وأطماعهم معروفة حتى الحرب التي يتحدثون عنها انها اتية الى لبنان قد تكون غطاء لتهجير فلسطينيي 48. وإذا صحت هذه التحليلات او التوقعات فما هو خيار اللبنانيين والفلسطينيين في المخيمات وأمتنا في مواجهة حرب لا تريد أن تسأصل وجود المقاومة كمقاومة ثم لتفرض شروط نتانياهو وليبرمان على الشعوب العربية؟ ما هو الخيار سوى التمسك بطريق المقاومة؟». وشدد على «الوحدة الإسلامية»، مشيراً إلى أن «في لبنان من لا يزال يعيش على آمال فتنة مذهبية». وأثنى نصرالله على دور المقاومة التي تقاتل قوات الاحتلال (الأميركي) في العراق، معتبراً أنه «لولا تضحياتها لبقي الاحتلال في المدن، وبفضلها سيخرج الاحتلال من كل العراق». واعتبر أن «أمام العراقيين تحديين كبيرين: الأول مواصلة عمل المقاومة الجادة الواضحة صاحبة الالتزام الصارم، والثاني مواجهة الفتن التي يديرها الأميركيون».