كشفت أم الأطفال الثلاثة الذين قتلهم والدهم الخميس الماضي في الطائف «فايزة» عن تلقيها تهديداً بالقتل مع صغارها من زوجها قبل تنفيذ جريمته بأيام، مؤكدة أن ابنتها اتصلت بها من هاتف والدها قبل يوم من مقتلها وقالت: «ماما هذه آخر مرة أسمع صوتك فيها، وحين سألتها لماذا تقولين هذا الكلام يا حبيبتي؟ لم تجبني لأن والدها أغلق الهاتف». وأكدت أم الضحايا الصغار في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس، (لم يستمر طويلاً لدخولها في نوبة بكاء شديدة) أن زوجها حاول قبل شهرين ونصف قتلها، موضحة أنه زار أهله مع الأطفال وعاد ليلاً وطلب منها إعداد العشاء، وبعد أن فرغ من الطعام هاجمها فجأة وغرس أسنانه في وجهها، «وحاول خنقي لولا ابنتي سهام التي استنجدت بالجيران الذين استدعوا الشرطة، وسجل في محضر الشرطة حينها أن زوجها حاول قتلها». وزادت: «هجرت بيت زوجي في حي القمرية إلى منزل أهلي، ومكثت هناك شهراً ولم أكن أرغب في العودة إليه، وتمنيت الطلاق منه، لاسيما وأنه خنقني وشرع في قتلي، إلا أن حنيني لأطفالي الذين بقوا معه، والوساطات العائلية، وحرصي على صلة النسب، كل ذلك أجبرني على العودة إليه مرة أخرى». وتابعت فايزة: «بعد خمسة أيام من عودتي إلى زوجي، أدّعى أنه سيذهب مع الصغار إلى البقالة، بيد أنه لم يعد واتصل بوالدي وطلب منه أخذي إلى منزل أهلي»، مشيرة إلى أنه بعد أن طردها لم تعد تعلم شيئاً عن أطفالها لمدة شهر كامل سوى بعض المكالمات الهاتفية البسيطة كان آخرها ما تلقته من ابنتها سهام. وكشفت فايزة أن والدتها تلقت يوم الخميس الماضي اتصالاً من زوجها يطلب منها أن تخبرني أن أطفالي توفوا اليوم وأغلق الجوال، بعد أن أزهق أرواحهم ب 14 طعنة ثم أبلغ الشرطة بجريمته البشعة. وأوضحت أنها تزوجت قبل 10 أعوام، وبعد عامين من الزواج، تعرضت للضرب والإهانات من زوجها، وذهبت إلى أهلها لمدة سنة وأربعة أشهر من دون طلاق، ولم تشاهد خلالها طفلتها سهام، إلا أنها عادت إليه بعد ذلك. وأضافت أنه قبل عام تعرض إلى حادثة سير أدت إلى إعاقته، واضطر إلى العلاج سبعة أشهر في المستشفى. وتابعت فايزة بصوت متقطع من البكاء: «حافظت عليه وصنته ولكن حسبي الله عليه ما عنده قلب، الأطفال الثلاثة رحلوا، لا يدرون بأي ذنب قتلوا. الطفلة سهام، كان الجميع معجبين بشدة ذكائها، وموهبتها في الحديث، و ملامحها البريئة والجميلة»، ثم صمتت. وفيما أحالت الجهات الأمنية في الطائف، ملف قاتل أطفاله إلى مستشفى الصحة النفسية، للتأكد من سلامة قواه العقلية أو بقائه في المستشفى، إذا ثبت أن لديه اضطرابات عقلية، تحت إجراءات الحراسة الأمنية، أكدت زوجته أنها عاشت معه، ولم تشعر بتعرضه لأزمات نفسية. فاجعة فايزة في أبنائها لم تكن هي الأخيرة، فوالدها الذي تسكن معه حالياً، عليه ديون لا يقوى على دفعها، وربما يتعرض للسجن خلال الأيام القريبة، إذا لم يسددها.