أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أمس، ان برلين تخلت عن مشروع لتجهيزات عسكرية موقع بين مجموعة «راينميتال» الدفاعية وموسكو، في وقت تأمل برلين ان يمنع الأوروبيون بمفعول رجعي تسليم موسكو شحنات اسلحة. واكد وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غبريال سحب موافقته على المشروع الذي يلحظ انشاء معسكر كامل التجهيز لتدريب القوات الروسية. وهو كان علّق في آذار (مارس) الماضي تنفيذ العقد المبرم وقيمته مئة مليون يورو، بسبب أزمة اوكرانيا. وافادت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» التي كانت نشرت خبر التخلي عن المشروع إستناداً الى «وثيقة مكتوبة» اطلعت عليها، بأن مركز التدريب المذكور كان سيستقبل 30 ألف جندي سنوياً ويدربهم في مولينو بمنطقة الفولغا. وهو خصِص لوحدات المشاة والمدرعات في روسيا على ان يفتح ابوابه هذه السنة. واطلق المشروع في عهد الائتلاف الحكومي الألماني السابق بين المحافظين والليبراليين، قبل تشكيل «الائتلاف الكبير» بين المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين اثر اعادة انتخاب انغيلا مركل مستشارة في خريف 2013. وهناك اتفاق بين الحكومة الألمانية وشركة «راينميتال»، ما يعني انها قد تطلب تعويضات عن إلغاء المشروع، بحسب ما قال ناطق باسم وزارة الاقتصاد. وبالتخلي عن العقد تذهب برلين ابعد من العقوبات الأوروبية على روسيا التي أعلنت الأسبوع الماضي، وتمنع الصادرات العسكرية الأوروبية الى روسيا، من دون ان تتطرق الى العقود الموقعة سابقاً، ما قد يسمح لفرنسا بتسليم موسكو سفينتين حربيتين من طراز «ميسترال». وقال يورغ شترايتر، الناطق باسم المستشارة الألمانية: «قرر المجلس الأوروبي ما قرره، ولكن اذا حصل تحسن في المحادثات فنرحب بذلك». وكان حادث تحطم الطائرة الماليزية شرق اوكرانيا في تموز (يوليو) الماضي دفع الأوروبيين الى تطبيق عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على الاقتصاد الروسي، علماً ان اشلاء جديدة انتشلها اكثر من مئة خبير دولي في موقع الحادث التوالي، نقِلت الى هولندا أمس. في روسيا، أطلق الجيش مناورات جديدة تشمل مئة طائرة قتالية قرب حدود اوكرانيا، بعد اسبوع على تنفيذه تدريبات عسكرية ضخمة في منطقة استراخان (جنوب) اثارت قلق كييف بعدما شملت اطلاق صواريخ ارض - جو من طراز «اس-300». وتشارك في المناورات التي تستمر حتى الجمعة، اكثر من مئة طائرة بينها قاذفات «سو 34» و»سو 24» وطائرات مقاتلة من نوع «سو 27» و»ميغ 31»، وقاذفة القنابل الجديدة «سوخوي 34»، ومروحيات قتالية «مي 8» و»مي 24» و»مي 28 اتش»، كما ستنفذ طائرات تموين من نوع «ايل 78» مهمة امداد مقاتلات وقاذفات. وفيما حددت وزارة الدفاع هدف المناورات بتدريب القوات المسلحة على «صد هجوم كبير بالصواريخ»، يرجح ان تبدي الدول الغربية انزعاجها، خصوصاً انها اتهمت الأسبوع الماضي روسيا بحشد قواتها على حدودها المشتركة مع اوكرانيا وتسليح الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو. الى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين عسكريين أميركيين إن طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الأميركي من طراز «أرسي – 135» دخلت المجال الجوي السويدي في 18 تموز، لدى محاولتها تفادي اعتراض طائرات مقاتلة روسية لها. واشار المسؤولون الأميركيون الى «ان طائرة الاستطلاع حلقت في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق حين طاردتها المقاتلات الروسية، ما دفع قائد الطائرة الى المناورة بأسلوب احترافي وآمن لتفادي حدوث مواجهة محتملة». على صعيد آخر، أبلغ رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو استعداد بلاده لإمداد اوكرانيا بمنتجات النفط. وقال مكتب رئيس بيلاروسيا في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين: «اكد لوكاشينكو ان بيلاروسيا تتفهم حدة المشكلة، لذا ستساعد رغم الاحتياجات المحلية اوكرانيا في الحصول على منتجات نفطية».