اضطر طلاب المدارس والجامعات في اليمن لخوض امتحانات نهاية العام على ضوء الشموع والمصابيح التي تعمل بالبطاريات بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. ويعاني أبناء المناطق الحارة كحضرموت والحديدة وعدن في شكل خاص من هذه الأزمة المستمرة منذ وقت غير قليل، حتى ذهب البعض إلى التندر بالقول أن ثمة تواطؤاً يصب في مصلحة تجار الشموع ومولدات الكهرباء. ووصلت حمى التعليقات الساخرة التي أطلقها الشبان اليمنيون لتجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي ولو معنوياً، إلى موقع «فايس بوك» الشهير، بعدما كانت موضوعاً لتندر بعض كتاب المقالات وتهكم رسامي الكاريكاتير في الصحف المحلية. وأطلق الشبان على شركة الكهرباء تسمية «مؤسسة طفي لصي» لا سيما بعد إعلان الحكومة نيتها اعتماد الطاقة النووية لتوليد الكهرباء فتحولت تصريحات كبار المسؤولين في هذا الشأن إلى شرائط ساخرة على موقع يوتيوب على الانترنت. ومقابل الغضب الذي اتسم به احد المعلقين الذين وصفوا الوضع ب «المهزلة» خصوصاً مع فترة يستعد فيها الطلاب واولياؤهم لاجتياز الامتحانات، رأى معلق ظريف أنه «توجه رسمي لترسيخ التربية الجمالية والقيم الرومانسية». ولكن، وفي خطوة لافتة ربما أشرت الى بروز توجه جديد للشباب اليمني من شأنه تجاوز الاوضاع الحزبية المتردية أعلنت مجموعة شبابية في عدن اعتزامها رفع دعوى قضائية ضد مؤسستي الكهرباء والمياه بسبب تكرار الانقطاع في التيار الكهربائي والمياه في هذا الوقت الحرج من العام. وذكرت مجموعة «ائتلاف الشباب لحقوق الإنسان» في عدن أنها في صدد رفع دعوى قضائية ضد كل من المؤسسة العامة للكهرباء ومؤسسة المياه والصرف الصحي في مديرية الشيخ عثمان، محافظة عدن بعد حصولها على توكيلات من الأهالي. ورأى البعض في هذه الخطوة مؤشراً إيجابياً الى إمكان أن ينهض الشباب بدور فاعل يتجاوز معضلات الحالة الحزبية في البلد. وقال رائد ( 25 سنة) الطالب في قسم العلوم السياسية في جامعة صنعاء: «في حال اتجه الشباب نحو الاهتمام بقضايا تهم مجتمعهم المحلي وتعالج مشاكل الحياة اليومية للناس فربما أدى ذلك إلى تجاوز الظاهرة الخطابية التي تعيش عليها الأحزاب». واعتبر أن انكباب الشباب على قضايا ملموسة ويومية والضغط على السلطات لتحسين مستوى الخدمات من شأنه أن يعيد إلى المواطن الثقة بفعالية الأطر المحلية والتجمعات العامة بعدما دمرتها الأحزاب، على أمل أن تبرز قيادات جديدة «تقود مبادرات فاعلة عوضاً عن الثرثرة والبيانات المطاطة».