شهدت فعاليات معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني الخامس عشر (ريستاتكس) الذي نظمته شركة رامتان لتنظيم المعارض والمؤتمرات في مقر مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض الأسبوع الماضي سيطرة شاملة من الشركات التي تعرض مشاريعها السكنية والبنوك والشركات المتخصصة في التمويل، وهو ما يؤكد أن هاجس الإسكان هو المتطلب الرئيس لدى الكثير من شرائح المجتمع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة للتطوير المهندس عبدالرحيم عبدالله التويجري إن المعرض نافذة جيدة لطرح مختلف المنتجات العقارية من خلالة، على رغم أن معرض هذا العام ركّز وبشكل شامل على قطاع الإسكان الذي يمثل طلب الشريحة الكبرى من الناس. ولفت إلى أن الخلل الذي يعاني منه قطاع الإسكان في المملكة يتمثل في ارتفاع أسعار الأراضي التي أصبحت متضخمة بشكل كبير وترتب على ذلك ارتفاع في أسعار مواد البناء، ثم ارتفاع أسعار الأيدي العاملة وعدم توافرها، ولا سيما في ظل الطلب الكبير عليها بسبب المشاريع الضخمة التي تشهدها المملكة في المجالات المختلفة. من جهته، اعتبر المدير العام لشركة لإدارة الأملاك خالد المبيض أن التركيز في هذا المعرض على قطاع الإسكان أمر طبيعي، لأن الشريحة الكبرى من السكان تبحث عن السكن في الوقت الحاضر، لافتاً إلى أن الكثير من الشركات العقارية تسير في النمط نفسه، من خلال تلبية متطلبات المستهلك بطرحها مشاريع سكنية. وأشار إلى أن المعارض حالياً أصبحت تركز على منتج واحد متخصص، بعكس ما كان يحدث سابقاً، إذ يشارك في مثل هذا المعرض مطورون ومستثمرون ومقاولون وغيرهم في قطاع الأعمال، لافتاً إلى أن ذلك يعكس الثقافة الكبيرة التي يتمتع بها المستثمر والمستهلك. وأشار المبيض إلى أن التمويل يمثل هاجساً كبيراً، سواء لصاحب المشروع أم للمستهلك، وكان في السابق بعض العقبات التي تعترض ذلك، إلا أن التمويل في الوقت الحاضر أصبح متاحاً، وهناك منافسة كبيرة من الكثير من المصارف المتخصصة في ذلك، ومن الشركات الممولة، وهذا اتجاه إيجابي ولا سيما أنه سيخلق نوعاً من الخيارات المتعددة أمام المستفيد. من جهته، أكد العقاري عبدالله المالكي أن المعرض شهد تنافساً كبيراً بين الشركات العقارية في طرح منتجاتها، ولا سيما المتعلقة بالقطاع السكني، متوقعاً توقيع صفقات وتحالفات بين شركات، ولا سيما في مجال المشاريع السكنية. ولفت إلى أن رعاية وزارة الإسكان للمعرض يعكس الاهتمام الكبير من الدولة بهذا القطاع الذي هو الهاجس الأكبر للشريحة العظمى من السكان، مشيراً إلى أن المعرض سجل توافد زوار كثر بفئاتهم كافة، لما تعيشه المملكة من نهضة عقارية مزدهرة، إضافة إلى الطلب المتنامي على السكن في المملكة. وأشار المالكي إلى أن هناك نمواً متزايداً في الطلب على الوحدات السكنية في الرياض، ويتوافق ذلك مع النمو العمراني. مؤكداً أن الطفرة الشاملة التي تمر بها المملكة حالياً، والمشاريع الإسكانية المتعددة التي يتم بناؤها في معظم المدن السعودية ممثلة في وزارة الإسكان، وكذلك الازدهار السكاني والنمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة عوامل أسهمت كثيراً في دعم ازدهار وتطور سوق العقار السعودية سريعاً. وطالب الشركات العقارية العاملة في السوق بالاحترافية في العمل والبحث عن المنتجات العقارية المتخصصة ذات الأسعار المقبولة والتي تلبي رغبات الباحثين عن السكن، في ظل تعدد الشرائح المختلفة من السكان وفق قدراتهم المالية. وأكد أن الدراسات العقارية تشير إلى أنه من المتوقع أن يصل الطلب على المساكن الجديدة للمملكة خلال العشرين سنة المقبلة للفترة حتى عام 2025، إلى 2.9 مليون وحدة سكنية بمعدل متوسط سنوي يبلغ حوالى 145 ألف وحدة. كما قدرت الدراسات أن أعداد المساكن التي تجب إعادة بنائها في الفترة نفسها بحوالى 1.1 مليون وحدة سكنية.