اعتبر الناطق الإعلامي في شرطة الطائف الرائد محمد الغويدي وقوع ست حالات قتل في المحافظة خلال أسبوع، آخرها كان أول من أمس، عندما قتل رجل ثلاثة من أطفاله، أمراً عادياً ولا يدعو للتساؤل، مؤكداً أنه تم القبض على غالبية الجناة، وأن تلك الجرائم وقتية وغير منظمة وتحدث في أي مكان وزمان. وحمل الغويدي الصحافيين في الطائف مسؤولية إظهار المحافظة بأنها تفتقد للأمن، بإبرازهم الخبر بأكثر من صيغة وأسلوب، ومنحه هالة إعلامية أكثر مما يجب، مطالباً وسائل الإعلام بالتركيز على الجانب التوعوي خلال تطرقها لتلك الحوادث، للحفاظ على الممتلكات والأرواح. وفي المقابل، يرى الخبير الأمني مدير شرطة محافظة جدة سابقاً اللواء متقاعد مسفر الزحامي أن تعدد قضايا القتل في الطائف في حاجة إلى دراسة موسعة تبين أسبابها ودوافعها وطرق معالجتها، على أيدي اختصاصيين من القطاعات كافة. فيما أرجع الدكتور النفسي رائد القثامي تعدد قضايا القتل بشكل لافت في محافظة الطائف إلى أسباب عدة منها: أن مجتمع الطائفقبلي منغلق على نفسه تحكمه عادات وتقاليد ناتجة من العنصرية القبلية، إضافة إلى الأخذ بالثأر، وإثبات الذات الوهمي أمام الآخرين على حساب استقرار الأسرة، مشيراً إلى أن الرفاهية والكماليات الزائدة في المجتمع أوجدت فراغاً نفسياً، وأيضاً غلاء المعيشة يولد ضغوطاً نفسية قد تنعكس على تصرفات الآخرين، مضيفاً «إن قضايا القتل بين أفراد الأسرة أظهرها التاريخ النفسي بشكل نادر، ما يعطي دلالة على عدم تفشيها». إلى ذلك، أوضح الباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية الدكتور أحمد الحريري أن قصص قتل الآباء أو الأمهات لأبنائهم من القصص المألوفة، لافتاً إلى أن مثل هذه الحوادث تشير بقوة إلى أن الجاني مصاب بأحد الاضطرابات الذهانية العقلية «وتشخص الحالة على أنها فصام في الشخصية، والمصاب بهذا المرض من المتوقع أن يقتل أبناءه أو أحد أقاربه».