موسكو - أ ف ب - في غضون عقد من الزمن تقريباً، باتت موسكو عاصمة أصحاب البلايين العالمية تتمتع بمكانة مرموقة في سوق الفنون ومحط أنظار أشهر دور المزادات العالمية. وفتحت أكبر دارين لندنيتين فروعاً لهما في روسيا منذ العام 1990، وتكثف «كريستيز» و»سوذبيز» معارضهما لاستقطاب محبي التحف الفنية في هذه المدينة التي تضم أكبر نسبة من أصحاب البلايين في العالم، على ما أظهر التصنيف الأخير لمجلة «فوربز» في آذار (مارس) الماضي. وتقول إيرينا كولوسوفا مديرة المعهد الروسي لتجارة التحف الفنية والأثرية الذي يخرّج خبراء في هذا المجال: «تضم موسكو أثرياء كثراً، ولهذا السبب تكثف «كريستيز» و«سوذبيز» جهودهما». وفي منتصف الشهر الماضي، عرضت دار «كريستيز» 15 تحفة فنية، من بينها رسم لرامبرنت ولوحة للفنان المعاصر داميان هيرست، فضلاً عن لوحة للروسي بيوتر كونتشالوفسكي، تعود إلى بداية القرن العشرين، لمدة ثلاثة أيام في فندق خاص في وسط موسكو، قبل أن تطرحها للبيع في لندن ونيويورك بعد بضعة أسابيع. ويقول مدير الفرع الروسي لدار «كريستيز» ماثيو ستيفنسون: «يمثل هواة جمع التحف الفنية الروس ما بين 8 و10 في المئة من رقم أعمالنا العالمي» الذي بلغ 5,7 بليون دولار في العام 2011. ولا يتوانى هواة جمع الأعمال الفنية الميسورون عن إبتياع تحف كبار الفنانين. ويوضح أحدهم واسمه أليكسي أوستينوف: «يشتري هواة الجمع الروس التحف على أنواعها، وليس أي تحف بل أفضل الموجود من لوحات كبار الفنانين الغربيين والروس على حد سواء». ويؤكد ستيفنسون: «التحقت روسيا بركب السوق العالمية للتحف الفنية التي تسعى إلى اقتناء أجمل التحف في العالم، شأنها في ذلك شأن البلدان الناشئة جميعها». ويضيف: «شهدنا إرتفاعا كبيراً لمبيعاتنا (في روسيا) اعتباراً من العام 2004، شمل بداية بصورة رئيسة التحف الفنية الروسية»، ما أدى إلى عودة عدة تحف إلى البلاد كانت مبعثرة في أنحاء العالم. غير أن الروس باتوا «يهتمون بصورة متزايدة بمجالات أخرى وثقافات مختلفة، وتحف فنانين أجانب». ويعتبر شراء الأعمال الفنية إستثماراً يكتسي أهمية خاصة بالنسبة الى الروس. ويشير أوستينوف إلى أن «أسعار التحف الفنية ترتفع سنويا بنسبة تراوح بين 15 و20 في المئة، وليس من شأن أي استثمار آخر أن يأتي بمدخول مماثل».