تعاني بعض المجتمعات العربية من الفساد الإداري بخاصة في المجال الرياضي الذي علق الرياضة بين الهواية والاحتراف، وبين القوانين واللوائح من جهة والعلاقات والصداقة من جهة أخرى. أزمة نادي الاتحاد مع لجنة الاحتراف تكشف الثقوب الواضحة والعيوب الأزلية وتقدم لنا الفساد الإداري بكل أشكاله وألوانه، ففيما كانت القيادة الرياضية تعمد اللجنة بعدم قبول أوراق تعاقدات جديدة لأي ناد ما لم يقم بتسوية مالية لكل ديونه للموسم المنصرم، نجد ان اللجنة ذاتها مارست ما يشبه التضليل والتمييع للقرار الصادر عن القيادة الرياضية الذي يحمي سمعة الرياضة السعودية من قضايا الديون المتراكمة في المحاكم محلياً والمتنقلة في أروقة الاتحاد الدولي خارجياً ومن نادي الاتحاد بالذات. اللجنة التي وقعت في مواجهة - هذه الأيام - مع نادي الاتحاد بعد كشف ديونه وقضاياه المنظورة محلياً ودولياً سارعت في تقديم بيان توضيحي لديون الاتحاد المعلقة والتي لم تحسم وهي أرادت أن تبرئ ساحتها بينما البيان يورطها ويكشف درجة التعتيم والمجاملة لنادي الاتحاد أو غيره. ماذا يضير اللجنة لو طبقت تعميم الرئيس العام لرعاية الشباب العام الماضي ومنعت الاتحاد من التعاقدات الجديدة؟ وماذا يضيرها لو خاطبت نادي الاتحاد رسمياً وسرياً عن خطورة الوضع الذي قد يؤدي إلى حرمان النادي من التعاقدات الجديدة ومن البطولات المحلية وقد تصل العقوبة إلى هبوط الفريق للدرجة الأولى؟ وما دام نادي الاتحاد يعاني من الضياع القيادي وعشوائية العمل منذ سنوات فلماذا لا تقوم اللجنة بواجبها لحماية النادي من جهة وحماية سمعة الرياضة السعودية من جهة أخرى، وذلك بوضع خطوات احترازية ضد الاتحاد على وجه الخصوص كأن تمنع مغادرة أي لاعب أو أي أجنبي متعاقد مع النادي قبل تسليمه كل حقوقه وعمل مخالصة مالية حتى لو اضطرت اللجنة للحصول على موافقة الرئيس العام لتسديد الديون ومن ثم خصمها من مبالغ النادي بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أو من حقوق النادي لدى الشركة الراعية. الفساد الإداري يعتمد على غمط حقوق الآخرين وتمييع قضاياهم وظلم الآخرين وهذا هو الحاصل في نادي الاتحاد بمساعدة واضحة من اللجنة التي لم تطبق تعميم الرئيس العام الواضح والصريح، ولم تتخذ خطوات احترازية وإنما تفرغت للمناورات الإعلامية والبيانات الانتقامية على طريقة خذوه فغلوه. الفساد الإداري في نادي الاتحاد واضح ولا يقارن بغيره من الأندية السعودية التي تلتزم ببنود العقود الموثقة، ونادي الاتحاد بحاجة لسداد جميع ديونه وعمل تسوية مالية لكل المظلومين محلياً وخارجياً إذا أراد أن يسير نحو المجد الآسيوي واثق الخطوة. وما عدا ذلك محاولات يائسة تشوه سمعة الرياضة السعودية وفي الأخير يشترك الجميع في دفع الثمن. [email protected]