كشف تحقيق موسع نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحكومات الغربية هي أكبر ممول لتنظيم «القاعدة»، الذي حصل منذ العام 2008 على أكثر من 73 مليون دولار من دول أوروبية، في مقابل إطلاق رهائن من مواطني تلك الدول. واتهم التحقيق فرنسا بدفع 24 مليون دولار ل«القاعدة» سراً، فدية لرهائن أطلقوا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وحذر التحقيق من أن تنظيمي «بوكوحرام» النيجيري و«الشباب» الصومالي حصلا على ملايين الدولارات بشكل مماثل. وتنفي الحكومات الغربية عادة قيامها بدفع أي فدية. ونسبت «نيويورك تايمز» إلى زعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي قوله: «الحمدلله أن معظم تكاليف المعارك - إن لم تكن كلها - دفعت من تلك المبالغ. إن اختطاف رهائن أمر سهل نسبياً، ويمكنني أن أصفه بأنه تجارة مربحة وكنز ثمين». وأضافت الصحيفة الأميركية أن أكبر فدية حصلت عليها «القاعدة» هي 24 مليون دولار دفعتها فرنسا سراً، في مقابل الإفراد عن أربعة من مواطنيها العاملين في شركة نووية، بعد احتجاز دام ثلاثة أعوام في النيجر. وعلى رغم نفي باريس دفع أية فدية، إلا أن صحيفة «لوموند» كتبت أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية دفعت 17 مليون دولار في مقابل إطلاق الرهائن. وطبقاً ل«نيويورك تايمز» فإن فرنسا دفعت ل«القاعدة» 34 مليون دولار، فيما دفعت قطر وسلطنة عمان 12 مليوناً. كما دفعت سويسرا 7.3 مليون دولار، وإسبانيا 6.5 مليون دولار، والنمسا 1.9 مليون دولار. ودفعت «جهات غير معروفة» 13 مليون دولار ل«القاعدة». وقال كاتب التحقيق روكميني كاليماشي إنه استطاع استخلاص تلك الأرقام من إجراء مقابلات مع رهائن سابقين ومفاوضين وديبلوماسيين ومصادر حكومية في 10 بلدان. وأشار إلى أنه استعان بآلاف الوثائق الخاصة ب«القاعدة». وكان وكيل وزارة الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب ديفيد كوهين أبلغ الكونغرس الأميركي الشهر الماضي بأن «القاعدة» ليست المستفيد الأوحد من الفديات التي تدفع في مقابل إطلاق الرهائن، إذ استفادت منها أيضاً «بوكوحرام» و«الشباب» في نيجيريا والصومال وكينيا. وقال إن دفع الفديات غدا أكبر مصدر لتمويل الإرهاب في العالم بعد توقف الجهات التي كانت تتولى تلك المهمة.