تمكن فريق جراحي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، من علاج تشوه خلقي نادر لطفلة سعودية تبلغ عاماً ونصف العام، تعاني من التصاق عظام الفكين بعضهما ببعض ما يعيق أداء الوظائف الطبيعية للفم كالتغذية والتحدث. وأوضح استشاري ورئيس شعبة جراحة الوجه والفكين بالمستشفى التخصصي الدكتور مساعد باحاذق، أن الطفلة مصابة بمتلازمة «Syngnathia» العظمية النادرة، مشيراً إلى أنه بلغ عدد الحالات المسجلة حتى نهاية عام 2010 على مستوى العالم 14 مريضاً فقط، توفي منهم اثنان في غرفة العمليات، في حين احتاج معظم المرضى الآخرين لجراحات عدة بعد فشل الجراحة الأولى إثر عودة التصاق الفكين مرة أخرى. ولفت إلى أنه تم متابعة الطفلة في عيادة الأسنان بالمستشفى التخصصي منذ أشهر عدة لفحصها وإجراء التحاليل والأشعة اللازمة حتى تصل إلى مرحلة النمو المناسبة لإجراء الجراحة وذلك ببلوغها عام ونصف العام. وأكد أن الطفلة خضعت قبل أيام لجراحة امتدت أربع ساعات تحت التخدير العام، تم خلالها فصل عظام الفكين وإصلاح المنطقة الداخلية للخدين وتوسيع فتحة الفم إلى 3 سم بعد أن كانت 1 سم، مشيراً إلى أن صعوبة الجراحة تكمن في احتمالية حصول نزيف شديد نظراً لقربها من الأوعية الدموية الرئيسية المغذية للوجه، إضافة إلى قربها من الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في منطقة الشفتين التي لم تتأثر. وأوضح باحاذق أن الطفلة غادرت المستشفى وهي تتمتع بصحة جيدة بعد مرور أسبوع على إجراء الجراحة خضعت خلالها لبعض الإجراءات التي تضمن عدم التصاق الفكين مجدداً. من جانبه، قال استشاري جراحة الوجه والفكين المشارك عضو الفريق الجراحي الذي أجرى الجراحة الدكتور سليمان الرويلي، إنه ستتم متابعة الطفلة طبياً لسنوات عدة لغرض تقديم الرعاية اللازمة لها، موضحاً أن لدى الطفلة أسناناً أمامية، «إلا أن هذه الحالة المرضية تمنع ظهور الأضراس الخلفية، وهو ما يستدعي مستقبلاً تعويضها بتركيبات سنية موقتة، وحين يكتمل نموها ببلوغها 18 عاماً سُيجرى لها عملية استطالة للفكين وزراعة أسنان دائمة لتمارس حياتها بشكل طبيعي، نظراً لعدم إمكان القيام بهذا الإجراء في مرحلة الطفولة».