نيويورك - أ ف ب - منذ سنة يقبع في نيويورك تمثال عمره أكثر من ألف سنة، ويعتبره الخبراء تحفة من ثقافة الخمير في كمبوديا، بعدما سحب من مزاد علني بناء على طلب الحكومة الكمبودية التي تطالب بإعادته إليها. ولم يتم التوصل إلى أي حل حتى الآن، بل تفاقمت المواجهة حول هذه المسألة منذ فترة وجيزة، إثر الشكوى التي تقدم بها أخيراً المدعي العام في مانهاتن، مطالباً بمصادرة تمثال «دوريودهانا» من دار «سوذبيز» للمزادات بغية إعادته إلى كمبوديا. وشرح المدعي العام في بيان أن هذا التمثال، المصنوع من حجر رملي في القرن العاشر، «سرق» من موقع «كوه كير»، مشدداً على أنه «جزء من التراث الثقافي الكمبودي». علماً أن أحد القضاة منع دار المزادات «التي دحضت بقوة المعلومات الواردة في الشكوى» من بيع التمثال أو نقله. وكانت «سوذبيز» تنوي عرض التمثال في مزاد علني في 24 آذار (مارس) 2011، لكن قبيل طرحه، وجهت السلطات الكمبودية رسالة نقلتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تطالب فيها بإعادة التمثال إلى كمبوديا، فعلّقت «سوذبيز» بيعه. وقال المدير العام للهيئة المعنية بالتراث التابعة لوزارة الثقافة الكمبودية هاب توش: «طلبنا سحبه من البيع لأنه هُرّب من البلاد بطريقة غير شرعية، ونأمل في استعادته سريعاً». ورُبط التمثال بموقع «كوه كير» (شمال شرقي مدينة أنغكور)، إذ إن قدميه وقاعدته لا تزال في الموقع، كما أفاد عالم الآثار إيريك بوردونو. وأوضح أنه كان جزءاً من منحوتتين تجسدان مصارعين من ملحمة هندية معروفة. أما التمثال الثاني «بهيما»، فكُسر أيضاً عند الكاحلين، وهو الآن في متحف «نورتون سايمون» في كاليفورنيا. مع العلم أن هذا التمثال، المعروف باسم «دوريودهانا الواثب»، اشتراه سابقاً جامع تحف في بلجيكا خلال مزاد علني نظم في لندن عام 1975. ويبلغ طول التمثال 1,58 متر، ووزنه 110 كيلوغرامات، ولا يزال في حالة جيدة وإن كان بلا ذراعين وبلا ساقين، وقدّرت قيمته بمليونين إلى ثلاثة ملايين دولار. ووفق المدعي، جلبت دار «سوذبيز» التمثال إلى الولاياتالمتحدة لإعادة بيعه بناء على طلب صاحبه، على رغم «علمها بأنه مسروق من موقع كوه كير». وأوردت «سوذبيز» في بيان: «كانت هذه المنحوتة ملك شخص حسن النية، استحصل على سند ملكية منذ أربعين سنة، ونقل التمثال إلى الولاياتالمتحدة بصورة شرعية وصُرّح عن العمليات المتصلة به، ولم تقدم لنا أية معلومة عن تاريخ إخراج هذا التمثال من كمبوديا خلال الألفية الأخيرة... أجرينا محادثات كثيرة مع الحكومتين الأميركية والكمبودية، ويؤسفنا رفع هذه الشكوى التي قطعت المناقشات والجهود الرامية إلى التوصل إلى حل مقبول من الطرفين».