الزواج خطر مقبل يهدد بيوت المستقبل! سمعنا كثيراً عن نسب الطلاق المخيفة، وعن حالات التعنيف الأسري، وعن الخيانات الزوجية، ولكن ما دور المجتمع التوعوي في هذا الموضوع، هل ننتظر حتى يحين الدور على الجميع! لا بد أن يكون هناك مشروع جديد قبل الزواج، فليس من المعقول أن جميع الشباب والشابات مهيئون عقلياً ونفسياً إلى هذه المرحلة الانتقالية من العمر، التي يتخلى فيها الشابان عن اللامبالاة إلى الاهتمام. نحن في العام 2012 ومازلنا نسمع تلك العبارات الساذجة من البعض: «زوجوه ويعقل»، «ما راح تأخذين إلا ولد عمك»... إلى آخره، من تخلف عن آمر ديننا الحكيم الذي حفظ كرامتنا وحقوقنا. ليس من المعقول أن تُبنى الحياة على هذا المنوال، وليس من حق الأهل أن يبدأوا حياتنا بالطريق الأصعب، أو الطريق التي يختارونها الذي أصبح في كثير من الأحيان بداية النهاية. لا بد أن يؤمن الأهل بأن الزمن ليس كذلك، الزمن قبل 60 عاماً، فالظروف والبيئة والأفكار تغيرت، والواقع فرض نفسه، ولكن لابد أن نبقى محافظين على عقيدتنا وعاداتنا الإيجابية، ولا نجري خلف السلبية منها. حتى يكون هناك محافظة على طريقة الزواج الإسلامي لا بد أن نرتقي بأنفسنا وبأفكارنا، لأن الدين الذي جاء به الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» راقٍ، ولكن المشكلة في تخلفنا. وهنا الحديث للأهل، هناك التهيئة النفسية والتطوير و التعليم، فليس من العدل أن يتداول الأهل تلك الأمثال الرجعية لحياة أبنائهم، و لنا في رسول الله أسوة حسنة وقصة ابنته زينب وزوجها أبو العاص، فهنا ضرب لنا الرسول الكريم أروع صورة لمواصفات كيف يكون الأهل، فدموعه خير دليل على تلك الحادثة. الحلول موجودة ولكن تحتاج إلى التطبيق حتى نطمئن على مستقبل مشرق لمن نحب، وتختفي تلك المشكلات الذي سببها التخلف في طريقة الزواج، فالحل من جانب الأهل ألا يكون هناك جبر أو تحكم في الأبناء وتزويجهم بمن يريدون، ومتى ما يريدون، فهذه مشكلة تواجه الكثير، فلا أعتقد أن الأهل أعلم من أبنائهم، وهل لديهم استعداد لهذه المرحلة أو لا، وجبر الفتاة على زوج معين من أجل تعصب قبلي أو أهداف أخرى، فهذا لم يأتِ به لا رب ولا رسول. يجب أن تكون للأبناء الحرية المطلقة في الاختيار فهذه حياتهم، أما الحل الآخر، فهو رأيي وهو أن يكون هناك دورات تدريبية لا يستطيع الشاب أو الفتاة الزواج حتى يحضرها، ويعرف مسؤولية الزواج، وهل هو مستعد لتلك المرحلة الجديدة. سان فرانسيسكو - (أميركا) [email protected]