احترف التشكيلي المصري مصطفى الرزاز التصوير الزيتي، مستطيعاً أن يتجاوز بفنه حدوده المحلية ليصل إلى العالمية، وقد نال جائزة الفنون من المعرض الدولي في صوفيا، كما حصل على جائزة جامعة نيويورك للفيلم المتحرك، عندما شارك بلوحاته في أحد الأفلام التي فازت بالجائزة الأولى. ويعرض أحدث أعماله ضمن معرض بعنوان «كناسة الدكان»، في قاعة بيكاسو في القاهرة، في محاولة لتقديم تجربة جديدة يتداخل فيها التراث والتاريخ مع الفن. ويوضح أنه استلهم اسم «كناسة الدكان» من إسم مجلد عربي قديم جمعه من أوراق متساقطة من رفوف مكتبة قديمة ليصنع منها مجلداً يضم كنوزاً في كل نواحي الحياة. ويشير إلى أنه استدعى مختارات من هذه الأعمال لتشغيل الجسم الأساسي للمعرض مع مجموعة جديدة من الأعمال، ليصبح العرض بمثابة توليفة من مواضيع معارضه الثلاثة السابقة حول الموسيقى والصيد في النيل في بلاد النوبة والفروسية. ويلفت الرزاز إلى أنه أضاف الى المعرض مجموعة منحوتات كلها جديدة أهمها تمثال للمناضل المصري أحمد حرارة طبيب الأسنان الذي فقد عينيه في أحداث ثورة 25 كانون الثاني (يناير). وعن لوحاته التي تتكون غالباً من العصافير والنباتات والأحصنة، يقول الرزاز إن «تأثره بقراءة كتاب «إخوان الصفا وخلان الوفا» انعكس على أعماله». فيصف الكتاب الإنسان الواقف للصلاة بالملاك، فيما يشبّهه بالحيوان في الوضع الأفقي، وعندما يسجد فهو كالنبات يكون مغروساً في الأرض. وحول الحجم الصغير للوحاته نسبياً يوضح التشكيلي المصري أنه تأثر بظروف عمله، إذ التحق بالجيش عام 1968 وظل حتى نهاية الحرب، وخوفاً من أن ينفصل عن الفن كان يرسم اللوحات على أوراق صغيرة ويحتفظ بها، وعندما تولى الكثير من المناصب بعد تركه الجيش كان يرسم أيضاً لوحاته الصغيرة في فترات الراحة أثناء عمله عميداً لكلية التربية النوعية أو رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية. ويستعد الرزاز لمعرض عن الثورة المصرية يتكوّن من «تصوير ونحت وفيلم قصير»، يتعاون فيه مع المصوِّر أيمن لطفي وعدد من الموسيقيين البارزين، على أن يقدم العمل في معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة راديو باريس، في كانون الثاني (يناير) 2013. وحول المشاكل التي تواجه التشكيليين في مصر، يرى الرزاز أن هناك فقراً شديداً في الحركة النقدية التي لا تتوازى مع الحركة الإبداعية، بعكس الدول المتقدمة «التي نجد فيها الحركة النقدية بارزة وأكثر حرفية ودعماً للحركة الإبداعية». ويشير الى ضعف الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في العالم العربي، اذ عليها أن تدعم المبدعين وتكون صلة الوصل بينهم وبين الجمهور، خصوصاً أن وسائل الإعلام الغربية تساهم في تسويق الفنان، في حين أن هذا الدور مغيب عن وسائل الإعلام المحلية. وشارك الرزاز في العديد من المعارض المحلية والعالمية أهمها معرض «طواف» في أميركا اللاتينية، بينالي البندقية، معرض مونتريال الدولي، بينالي هافانا، معرض الفن المعاصر في بكين، معرض فناني عرب نيويورك، إضافة إلى معارض في البحرين واليمن والهند وبغداد. وقد فاز بالعديد من الجوائز أهمها جائزة صالون القاهرة، ميدالية الخزف، الميدالية الذهبية من معرض الفن التطبيقي، وجوائز مسابقة السد العالي ومسابقة أمجاد الثورة ومسابقة الفنانين الشباب. ولمصطفى الرزاز الكثير من المقتنيات سواء داخل مصر أو خارجها أهمها في اتحاد الفنانين السويديين «نوريوتن» في السويد، وفي متحف جامعة بالديون والاس في ولاية أوهايو الأميركية، وفي متحف تيتوغراد في يوغوسلافيا، والأكاديمية المصرية للفنون في روما ومتحف الفن الحديث في الأردن والمجموعة الوطنية في البحرين.