أظهر الغياب الكامل لطاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة أن العلاقات بين مصر والدولة العبرية تشهد «فتوراً» قد يصل إلى حد التدهور، وسط مخاوف إسرائيلية من تأثير صعود الإسلاميين على العلاقات القوية التي شهدها عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأُفيد أن قنصل إسرائيل في القاهرة ديفيد أيالون غادر إلى إسرائيل أمس، بعد أن تخلف السفير الإسرائيلي يعقوب أميتاي عن العودة بعد عطلة نهاية الأسبوع للمرة الثانية منذ تسلمه مهام منصبه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأكد مسؤول مصري ل «الحياة» أمس أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في الوقت الراهن «ليست جيدة»، موضحاً أن «للمرة الأولى في تاريخ علاقات البلدين يغيب طاقم السفارة بالكامل، في ظل عدم وجود مقر للسفارة بعد إخلاء مقرها ومحتوياتها أواخر الشهر الماضي على متن طائرتين عسكريتين إسرائيليتين». وأشار إلى أن «المسؤولين الإسرائيليين قرروا عدم عودة السفير إلى مقر السفارة القديم بعد أن اقتحمها متظاهرون في آب (أغسطس) الماضي احتجاجاً على حادث إطلاق جنود إسرائيليين الرصاص على الحدود، وما زالوا يبحثون عن مقر جديد لهم»، لافتاً إلى أن ضاحية 6 أكتوبر جنوبالقاهرة أحد خياراتهم، بعدما تراجعوا عن اختيار ضاحية القاهرةالجديدة شرق القاهرة، على خلفية إرساء حجر الأساس للسفارة الفلسطينية في المنطقة نفسها مطلع الأسبوع. وأنهى أيالون إجراءات سفره مع عدد من أفراد طاقم السفارة، وبينهم مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي في مصر غابرييل موشيه على طائرة الخطوط الإسرائيلية المتجهة من القاهرة إلى تل أبيب أمس.