أحيا سكان الضواحي في فرنسا العيد الوطني للبلاد «على طريقتهم»، إذ شهد العديد من المناطق مواجهات وأعمال عنف أدت الى اعتقال 240 شخصاً وإحراق 317 سيارة، إضافة الى أضرار متفاوتة في الممتلكات العامة والخاصة.واختلطت حرائق الضواحي ليل الاثنين - الثلثاء، بالأسهم النارية التي زينت سماء المناطق الفرنسية المختلفة، احتفالاً بذكرى الثورة الفرنسية في 14 تموز (يوليو) 1789. واستخدم شباب الضواحي في فيل بانت وسيفران وترامبلي ومونتروبيه، الأسهم النارية وغيرها من المفرقعات لإلقائها على رجال الشرطة. وكانت حصيلة أعمال الشغب ليل أول من أمس، أكثر ارتفاعاً مما شهدته المناسبة ذاتها العام الماضي، حين اقتصر عدد المعتقلين على 120 شخصاً وعدد السيارات المحروقة على 297 سيارة. ولوحظ أن الجديد في أعمال العنف في الضواحي الفرنسية، تدني أعمار المشاركين فيها الى ما بين 15 و 17 سنة، وازدياد الحقد الذي يبديه هؤلاء حيال قوات الأمن. وكانت مونتروبيه، المحاذية لباريس، ساحة لأعنف المواجهات التي أعقبت تجمعاً شارك فيه حوالى 700 شخص أمام مقر بلدية المنطقة للاحتجاج على العنف الذي مارسته الشرطة الأربعاء الماضي، لدى إخلائها مبنى شكل في السابق مقراً لعيادات طبية واحتله اشخاص لا سكن لديهم. وأسفرت عملية الإخلاء عن إصابة خمسة أشخاص بجروح، من بينهم مخرج يدعى جواكيم غاني (37 سنة) اقتلعت عينه نتيجة إصابته برصاصة مطاطية أطلقتها الشرطة. وخيم على التجمع هدوء يشوبه بعض التوتر نتيجة انتشار رجال الأمن بأعداد كبيرة حول المحتجين. وتليت في مستهل التجمع رسالة من غاني قال فيها ان الشرطة لم تكن ترغب في إخلاء المبنى من سكانه غير الشرعيين فحسب، بل أيضاً استهداف هؤلاء شخصياً. وأضاف ان هذا الاستهداف أدى الى اقتلاع عينه ولكن «لا تزال لديه عين أخرى وحقد بالغ سيتيحا له الاستمرار في الدفاع عن ضحايا غياب السياسة الاجتماعية وعن المحرومين من الغذاء والعلاج». وما ان بادرت الشرطة الى دعوة المجتمعين الى التفرق، حتى خرج الوضع عن السيطرة وألقيت في اتجاه رجال الأمن، اسهم نارية ومفرقعات وعبوات دخانية وأخرى من الطلاء. وردت الشرطة على ذلك بإطلاق الغاز المسيل للدموع، مما تسبب في كر وفر، استخدم خلاله الشباب كل ما وقع تحت أيديهم من كراسي مقاهي الأرصفة، كما أضرموا النار في عدد من السيارات. وسمعت خلال المواجهات هتافات: «الشرطة في خدمة رأس المال» و «قتلة اخرجوا من أحيائنا». وشوهد بين المشاغبين مقنعون على رغم قرار وزارة الداخلية حظر ارتداء الأقنعة أثناء التظاهرات. وعلم ان من بين الأشخاص الذين اعتقلوا في مونتروبيه صحافياً متدرباً في صحيفة «لوموند» أفاد ان رجال الأمن رموه أرضاً ثم اقتادوه الى المخفر على رغم إعلانه مراراً انه صحافي جاء ليغطي الحدث. وحملت رئيسة بلدية مونتروبيه عضو مجلس الشيوخ دومينيك فواتيه (من أنصار البيئة الخضر) رجال الشرطة مسؤولية العنف، وقالت انهم انهالوا على المجتمعين ضرباً بالهراوات وأمطروهم بالغازات المسيلة للدموع.