شكلت التدخلات الإيرانية في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي حضوراً قوياً في الاجتماع الأول للتعاون الاستراتيجي بينها والولاياتالمتحدة، الذي عقد في الرياض أمس على مستوى وزراء الخارجية. ووجّه الاجتماع في هذا الخصوص رسالة قوية إلى طهران بإعلان رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل أمس أن دول مجلس التعاون قررت تكوين لجنة أمنية لدرس إنشاء درع صاروخية لحماية المنطقة، فيما أكدت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أن «التزاماتنا تجاه دول الخليج صلبة». وقالت إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع دول الخليج على تعزيز دفاعاتها المشتركة لمواجهة مخاطر تشمل إيران. وقال الأمير سعود الفيصل إن دول الخليج كونت لجنة أمنية خاصة مع واشنطن لدرس الدرع الصاروخية. وأضاف - رداً على سؤال - عن اتفاق دول الخليج وأميركا على إنشاء الدرع الصاروخية: «بالنسبة إلى الموضوع الأمني، فالأمر يختص به رجال الأمن، وشكلت لجنة من رجال الأمن لبحث هذا الأمر». وأكد أن اجتماع الرياض بحث أمس في «التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون المنطقة، إضافة إلى برنامجها النووي المثير للريبة». وذكر أن دول الخليج العربية «في سياق تعاملها مع أمن واستقرار المنطقة، حرصت دائماً على حماية أمنها واستقرارها الداخلي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن المنطقة». وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون في المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمير سعود الفيصل: «بحثنا كل النقاط المهمة التي تتعلق بالخليج والعلاقات مع أميركا». وحول إنشاء درع صاروخية في دول مجلس التعاون، قالت: «هناك بعض النظم الصاروخية تم نشرها في دول الخليج، ولا نزال نبحث في إيجاد التعاون التكاملي معها، والتزاماتنا تجاه دول الخليج صلبة، ونأمل أن يسهم هذا المنتدى في تعميق التعاون بين الدول». وأكدت أن «التزام الولاياتالمتحدة تجاه شعوب ودول الخليج قوي كالصخرة لا يهتز». وحذرت من أن «نافذة الفرصة لحل سلمي مع إيران لن تبقى مفتوحة للأبد». وأضافت: «نؤمن بشدة أن التعاون الأمني والعسكري يجب أن يُعَزَّز بيننا، وقائد الأسطول الخامس الأميركي عرض إيجازاً على وزراء الخارجية في بداية الاجتماع. ونحن ملتزمون بالدفاع عن شعوب الخليج، ولا يجب أن نتحدث عن الأمور الفنية، بل نريد النقاش على مستوى الخبراء». سعود الفيصل يؤكد نجاح محادثات منتدى التعاون الاستراتيجي بين دول الخليج وأميركا آل خليفة ل«الحياة»: الدرع الصاروخية لمواجهة أي خطر يستهدف «الخليج»