زفَّ فرع جمعية والثقافة والفنون في المنطقة الشرقية، طاهر بن علي الأحسائي، «عريساً»، وإن كان هذا المطرب الشعبي جاوز عقده الثامن، إلا أن مدير الجمعية عيد عبدالله الناصر، قال في كلمة مُرتجلة ألقاها في حفلة تكريم الأحسائي أخيراً: «أبا علي أنت عريس هذا المساء، وأنت تستحق أكثر من ذلك وهذه هدية متواضعة لك ولأسرتك، العائلة من أبناء وأحفاد، ومحبيك المنتشرين في كل أرجاء الوطن والخليج العربي». نعم، فهذا المطرب الذي كان شريكاً للمغني الأبرز في الساحل الشرقي في عقد السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، عيسى بن علي الأحسائي، يحتفظ هو الآخر ب«شعبية واسعة»، بدليل الجمهور الذي احتشد في صالة جمعية الثقافة والفنون، من رفقاء درب أو معجبين، ممن أتى من جميع محافظات المنطقة الشرقية. وكان أبرز الحاضرين الشاعر العراقي المهتم بالفنون العراقية الفراتية ضرار ابن حنيش، والمقيم في مدينة عنك منذ 40 عاماً، ومن يهوى أغاني الفنان طاهر الأحسائي، ليقدم له، قصيدة وموالاً باللحن العراقي، قال فيه: «حمل التراث ولم تزل آثاره... ملء الخليج وأرضه وسماء... خمسون عاماً والثمانون التي... قد عاشها عطراً وزهر جناء... نهر الخلود وإن تقاوم عهده... ينساب عذباً طيب الإرواء... شكر الثقافة والفنون روضة... جمعية الدمام في الأضواء». فيما أصر محبو الفنان الأحسائي ومعجبوه، على الاستماع لصوته، من خلال أغنية يقدمها مع رفقائه في الحفلات السابقة، والتي كانت حديث المعجبين بداية الثمانينات، من خلال الحفلات التي قدمها في المنطقة الشرقية والرياض. واصطحب طاهر رفقاءه في تلك الأيام إلى المسرح ليقدموا أغنية «يا طالب العلم ادرس تعلم... ترى للعلم ميداني»، مقدماً عزفه المعروف وبخبرة 50 عاماً، وبآلة العود الخاصة به، مقدماً اعتذاره للجمهور على صوته وصحته في هذه الأيام، إلا أن الجمهور تفاعل وصفق له، ولم يكتف بذلك، بل علت الموبايلات على الأكف، لتصوير الأغنية وتسجيلها. وأكد من عملوا مع طاهر، أنه «على خلق وطيبة يتميز بهما، ويمتلك صوتاً شجياً، وشعبية كبيرة، وفنه هو فن الصوت، يجيده ويجيد العزف الموحد، وله باع طويل في الأغنية الشعبية، ومسموع على مستوى الخليج، وأنه من رواد الفن الشعبي». وتحدث ابن طاهر الأكبر علي، في الأمسية، معتبراً تكريم والده «شرف لنا، وما تزال صدى مشاركته في «الجنادرية» قبل سنوات، بارزة إلى هذه اللحظة، من خلال القصيدة التي غُنيت «نُحيي شباب تعلم من جامعتنا، تخرج راح للعمل في أماني». وأشار إلى دور الإذاعة والتلفزيون في بروز والده، من خلال السهرات والبرامج الفنية، وبخاصة برنامج «وتر وسمر»، الذي قدمه في ذلك الوقت المذيع جميل محمود. ولم يقتصر تكريم الأحسائي في الأمسية على الجمعية، إذ كرمه رفقاء دربه، من أصدقاء وفنانين ودور شعبية في المنطقة الشرقية.