«بدلاً من أن تعطيني سمكة كل يوم علمني كيف أصطاد»... و «حرفة في اليد أمان من الفقر»، مثلان اتخذت منهما جمعية الأيادي الحرفية الخيرية في جدة منهجاً لفلسفتها في معاونة المستفيدين من خدماتها الذين بلغ عددهم 300 متدرب ومتدربة، يتعلمون مهنة على مدى ستة أشهر تقيهم ذل السؤال. ولم تكتف الجمعية بتعليمهم الحرف، بل أمنت لهم محال تجارية، يحاربون من خلالها الفقر، وامتد طموح الجمعية لإنشاء مشروع القرية الحرفية الأول من نوعه في السعودية، لتكون مقراً لتسويق المنتجات، سعياً إلى مساعدة 1400عاطل عن العمل في جدة سنوياً، إضافة إلى أربعة آلاف أسرة من محافظات وقرى منطقة مكةالمكرمة. وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية «حرفية» الدكتور أحمد بن حسين هاشم ل «الحياة» أن الشبان والفتيات المنتسبين للجمعية يتلقون تدريبات على حرف متنوعة، يحتاجها سوق العمل، ولها مردود مالي جيد، مثل صيانة الجوالات والحاسب الآلي والخزف وأعمال الكهربة والتجميل والأزياء، مشيراً إلى أن الجمعية تستهدف في المرحلة الأولى 18 حرفة لها مردود إيجابي. وأكد هاشم أن مفهوم الجمعية هو التدريب المنتهي بمشروع، «فبعد أن يجتاز الشاب أو الشابة التدريب على أي حرفة يختارها، تزوده الجمعية بمحل تجاري»، مشيراً إلى أنهم يهدفون إلى محاربة الفقر بالتدريب وتأهيل المستفيد لدخول سوق العمل بإيجاد أي حرفة، رافضاً فكرة تقديم المعونة المستمرة للمحتاج. واعتبر إنشاء مركز للتدريب يعد المرحلة الأساسية من مشروع القرية الحرفية، لافتاً إلى أنها الأولى من نوعها في السعودية، ومتوقعاً أن تكون معلماً حضارياً و مركزاً إنتاجياً وتسويقياً وثقافياً وسياحياً يرتاده أهالي جدة. وقال: «ستنشأ القرية على مساحة 10 آلاف متر مربع، وستضم الحرف كافة ( المهنية والتراثية)، في أكثر من 400 محل تجاري، بحيث يتوافر للحرفيين والحرفيات من أبناء منطقة مكة المناخ والمكان الملائمان، للعمل المباشر ومزاولة الحرفة أمام الزوار وتسويق منتجهم وبيعه مباشرة». وأكد هاشم أن القرية ستساعد في حل مشكلة 1400 عاطل عن العمل في محافظة جدة سنوياً، وأكثر من أربعة آلاف أسرة في محافظات وقرى منطقة مكة. ولفت هاشم إلى أن مشروع القرية الحرفية هو الجناح الثاني من مشاريع جمعية الأيادي الحرفية، إذ ترتكز الجمعية على مشروعين أساسيين، هما التدريب الموجه للفئات المستهدفة وهي المحتاجون، وإنشاء مواقع لبيع المنتجات (القرية الحرفية) التي تعد مكملة للمشروع الأول. وأشار إلى أن الجمعية التي تأسست قبل سبعة أشهر فقط، افتتحت أخيراً، أول مركز تدريب حرفي غير ربحي على مستوى الوطن، في حي البساتين في محافظة جدة، موضحاً أن الدفعة الأولى من المستفيدين بدأت بالتدريب الفعلي ابتداءً من يوم السبت الرابع من شهر رجب الجاري. ويرى هاشم أن أبرز المعوقات التي تقف أمام مشروع القرية عدم تحديد موقع لإنشائها من قبل الأمانة، على رغم ترحيب أمين جدة بالفكرة ووصفها «بالخلاقة التي ستسهم في الحد من عدد ذوي الدخل المحدود»، مشيراً إلى أن فريق عمل من قياديي الأمانة لم يتوصل إلى موقع مناسب، على رغم بحثه أربعة أشهر. وقال: «اقترحنا سبعة مواقع غير مستغلة، يمكن الاستفادة منها لإنشاء المشروع، وفي حال تأخر البت من قبل الأمانة لدينا البدائل في التنفيذ، إذ سنسعى إلى إيجاد أسواق لبيع المنتجات الحرفية في جنوب ووسط وشمال جدة، مع إيماننا بأهمية إنشاء القرية الحرفية». وأكد أن الدعم المادي لإنشاء القرية الذي يزيد على 25 مليوناً لن يقف عائقاً أمامهم، بعد أن تكفل به عدد من رجال الأعمال والجهات الحكومية.