مع المعارضة البحرينية، «مش حتقدر تغمض عينيك» تدعي السلام وتشن الحرب، تدعي المظلومية، وتظلم الآخرين، تكيل اتهامات طائفية... وتمارسها، تتحدث عن ظلم الشيعة وتظلم السنة، والأكثر طرافة أنها تعلن. لا أخفيكم أن هذا النموذج من المعارضة يستحق نصباً تذكارياً لأنه مدمن نصب. على مدى أربعة أيام قضيتها في البحرين، التقيت بالعديد من النخب، بدءاً من عاهل البلاد إلى العمالة الوافدة، مروراً بنخب من المعارضة، تمنيت للحظة أن أصدق المعارضة في أي من طرحها، فليس من المألوف أن تكون هناك معارضة صادقة، وبعد أكثر من عام تنحسر، وبعيداً عما حدث في السابق من رفض لمبادرة ولي العهد عندما أُطلقت، ومن ثم الادعاء أن الحكومة عطلتها، وفي ما بعد التقاطة ما يتعلق بالتدخل الإيراني فقط الذي ورد في تقرير بسيوني، ورفضها له والآن ادعاؤها أنها رحبت به، علماً بأنني كنت شاهداً على رفضها له، إلى أن نصل أخيراً إلى الادعاء بأن البحرين «محتلة من قبل السعودية»! والمراوغة في الإجابة عند سؤالهم! لذلك لا أعجب من انحسار هذه المعارضة، بل أعجب كيف لإنسان أن يصدق «هكذا معارضة»؟ كيف نصدقها وهي تكذب في ما لا يستحق الكذب؟! طرحت هذه التساؤلات على نفسي وفي خاطري يجول أكثر من سؤال، فهناك تجمع ضم أخيراً أطياف المعارضة بمناسبة ما أسموه «الاحتلال السعودي للبحرين»! هكذا تم التسويق له، لكن السؤال: هل يوجد فعلاً احتلال سعودي للبحرين، مثلما تروج إيران والمعارضة على حد سواء؟ هنا لن تتمكن من العثور على إجابة دون مراوغة، سيتم الإيحاء أن هناك احتلالاً، ثم عودة لوصفها بالتدخل، ومن ثم عودة للاحتلال، وهم على استعداد للمراوغة على إجابة هذا السؤال ألف عام. لا يهم، لكن ما يهمني فعلاً، هل يمكن لألف جندي أن يحتلوا دولة؟ إذا كان الأمر كذلك فأنا أخشى أن يُبعث هتلر من جديد، ويستعين بدرع الجزيرة لاحتلال العالم! أليس هذا ما تروج له العمائم الإيرانية وتطير به العمائم البحرينية؟ أليس هم من يروج الآن وبكل غباء سياسي، أن الكونفيدرالية تعني إلحاق البحرين بالسعودية وتحويلها إلى إمارة، أيقنت أن هناك علاقة طردية بين خفة العقل وخفة الدم، والغريب أنها اجتمعت لدى المعارضة البحرينية، اللهم لا حسد. اللافت في الأمر ليس الجهل السياسي الذي يشع نوره مثل ضوء القمر لدى تلك الفئة، بل هو القمر نفسه، فها هي إيران ورموز المعارضة البحرينية المأزومة تبث كذبها عبر قمر اصطناعي عربي «عربسات»، وكذبها وتدليسها لا يقتصران على البحرين، بل يتعداها ليصلا إلى السعودية، وإدارة القمر تتحجج بأنه لا علاقة لها بما يبثه الإعلام الإيراني من خلال قناة «العالم»، بحجة أنه لا يوجد عقد مباشر معها، وأن القناة تبث من خلال عقد بالباطن مع شركة «مدينة الحرير» الإعلامية الكويتية بموجب عقد بينهما. الآن، لا يهمنا إذا كانت أطراف كويتية تشن حرباً طائفية بالوكالة، فالجميع بات يدرك ذلك، لكن أي عذر هذا؟ هي جريمة في حقنا ترتكبها «عربسات» وتستحق المساءلة، ويستحق المساءلة كل من تجاوز أو سمح لإدارة القمر - وهي تقيم بيننا - أن تسمح للمتردية والنطيحة بممارسة غوغائيتها ضدنا، وأن تغض النظر عن حملة التشويش الممنهجة التي تشنها تلك القناة بخلاف مرتزقتها. على «عربسات» مسؤولية من الواضح أن إدارتها لم تستوعبها بعد، فمثلما هناك «عهر أخلاقي» يتم حظره لديهم «أحياناً»، هناك أيضاً «عهر سياسي» لا بد من التصدي له، وإن تعثر التعرف على هذا النوع من القنوات، فليبقوا على قنوات «الهشك بشك»، لكن أن نكون «نحنا والقمر جيران»، ويتم «الردح» لنا و«بفلوسنا»... «كبيرة شوي» يا عربسات! [email protected] @Saud_alrayes