السيد كاتيلي متأكد «أنه عندما يتم وضع رواتب الموظفين في حسابات زوجاتهم، سيصبح الموظف بلا مورد رزق إلا ما يحصل عليه من زوجته، وهذا بالطبع في رأيه سيحد من ظاهرة الخيانة الزوجية»!! ما سبق هو تصريح المتحدث باسم المقاطعة الإندونيسية جورو نتالو، التي أعلنت أنها ستطبق النظام الجديد الذي يقضي بوضع رواتب الأزواج في حسابات زوجاتهم، لمكافحة انتشار الخيانة الزوجية، وبحسب قوله هو أيضاً، الرجال لا يستطيعون السيطرة على غرائزهم، خصوصاً وهم يجدون المال الوفير في أيديهم فيبادرون بالخيانة، ولهذا قررت السلطات المختصة بتطبيق هذا القرار الفريد من نوعه بحسب رأيي! أتفق بعض الشيء مع توضيح وتصريح السيد كاتيلي الخاص، بأن كثرة المال تجعل بعض الرجال يفكرون في تجديد كل شيء، بدءاً بالسيارة إلى المنزل مروراً بالزوجة التي تعتبر في نظره رغم تقاربه معها في السن (منتهية الصلاحية)، وكأن الزمن مر عليها وحدها وتجاوز عنه هو يا سبحان الله!! لست أعمم بالطبع لأن هناك نماذج أصيلة زارت السعادة والرضا بيوتهم وقلوبهم، فتمسكوا بمن قاسمتهم رحلة الحياة، ولم يفرطوا في سيارتهم القديمة، لأن السيارة ممتلئة بذكريات أيامه وفرحته العارمة عندما تملكها، فلا يغيرها بسهولة رغم توافر المادة، ويتمسك بمنزله الذي عاصر ولادة أطفاله ومراحل عمرهم ودراستهم وشقاوتهم. أعود إلى موضوعنا الأساسي الخاص بتسليم رواتب الرجال لزوجاتهم منعاً للخيانة الزوجية، وتخيلت الموافقة على تطبيقه في مجتمعنا على رغم أني أسمع أصوات الرجال: «يعطونها قروشي.. أما»! فماذا سيحدث رغم يقيني بأن ما سبق لا يعتبر حلاً منصفاً، فالرجل هو الذي يعمل وهو الذي يستحق أن يتسلم راتبه، ليصرفه على أسرته وعلى حاجاته، فكيف يعمل هو وتتسلم هي؟ تخيلت الرجل يكد ويتعب ثم يقف أمام زوجته، طالباً منها حق ساندويتش البيض بالشطة - وهو فطور الموظفين اليومي - نظراً لأنها تكون نائمة في هذا الوقت فترفض: «طيب يا طيبة أعطيني حق تفصيل ثوبين فترفض». يبقى من حق الزوجة الحصول على مصروف خاص بها، ومصروف بيتها وأولادها بما يتناسب مع دخله، ولكن ليس من حقها أن تصبح هي المتصرف الوحيد فيه حتى لو كان السبب هو الحد من الخيانة الزوجية. أعلم أن رأيي هذا سيغضب بنات حواء، ولكن ليس من حق أي شخص مهما كان موقعه أن يحصل على راتب إنسان آخر، فهو الذي يتعب وهو الذي يباشر مهام عمله، فلماذا لا يكون هو المتصرف الوحيد فيه؟ لذلك أغضب بشدة أيضاً من بعض الزوجات اللاتي تسلم بطاقة الصراف الخاصة بها لزوجها، وفي الغالب تكون مجبورة ومهددة، وأحاول بكل الطرق إرشادها لخوفي الشديد أن ينقضي عمرها وهي تعمل وهو يحصل على أجر عملها، لتفاجأ في النهاية بأنه قام بشراء مسكن باسمه، وقام بوضع القروش في البنك باسمه ولم ينسَ أن يجدد فراشه بالطبع. تعتقدوا كاتيلي معه حق؟ وما رأي الرجال لو طالبنا بتطبيق قراره؟! [email protected] @s_almashhady