وضع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي برنامج لقاءات في غضون الأشهر المقبلة من أجل تفعيل اتفاق التعاون المشترك في مجالات ريادية مثل التعاون الجامعي والبيئة والعلوم والصناعة. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي حرص دول الخليج العربية على «إحداث نقلة نوعية في العلاقات بين المجموعتين من خلال تفعيل اتفاق التعاون المشترك لعام 1988 من جهة أولى، وحل الخلافات التي دفعت إلى تعليق مفاوضات التجارة الحرة داخل منظمة التجارة العالمية باعتبارها الجهة المعنية بذلك». وذكر عبدالرحمن العطية ل «الحياة» بعد اجتماعه إلى عضو المفوضية مسؤولة العلاقات الخارجية وسياسة الجوار الأوروبية بينيتا فيريرو فالدنير أمس في بروكسيل أنه «إذا أراد الاتحاد الأوروبي المضي معنا في هذا المقترح، فإننا سنزيل أسباب تعطيل مفاوضات التجارة الحرة». ويقيم مجلس التعاون الخليجي شبكة اتفاقات للتعاون والتجارة الحرة مع أطراف دولية عدة وقوى اقتصادية ناشئة مثل سنغافورة ومجموعة «الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة» (ايفتا)، وبدأ حواراً استراتيجياً مع تركيا ويبدأه قريباً مع الصين. ويسعى المجلس إلى إبرام اتفاقات للتعاون والتجارة الحرة مع زيلندا الجديدة وتجمع أميركا الجنوبية (ميركوسو). وشدد العطية على أن «دول الخليج العربية تولي التعاون مع الاتحاد الأوروبي أهمية خاصة. وشدد على «الدور الحيوي الذي تقوم به رئيسة الدورة الحالية للمجلس سلطنة عمان، في دفع وتيرة التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي. وتلقى عمان دعماً كبيراً من شقيقاتها في المجلس». وسيلتقي الخبراء الخليجيون والأوروبيون في لجان عمل في مختلف المجالات القطاعية في غضون الأشهر المقبلة. ويقوّم الجانبان جهود تفعيل اتفاق 1988 في الاجتماع الوزاري المشترك الذي يعقد ربيع 2010 في بروكسيل. وقال العطية إن مفاوضات التبادل التجاري الحر «قد تكون استقطبت جهوداً كبيرة في الماضي. لكن المجلس يولي اهتماماً خاصاً بفتح آفاق للتعاون في مجالات تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا والبيئة. ويتطلع أيضاً إلى الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة التلوث والتغير المناخي والتنمية المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية». وأشار العطية إلى أن «إعلان القمة الخليجية في مسقط في 2008 وبيان قمة «أوبك» في الرياض في 2007 أكدا ضرورة تركيز الجهود المحلية والإقليمية والدولية، للمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي». وعرض عبدالرحمن العطية في الاجتماع مع بينيتا فيريرو فالدنير اقتراحات بدء التعاون بين الجانبين في مجالات لم ترد في اتفاق 1988 مثل النقل والمواصلات والسياحة وتقنية المعلومات.