أكدت مصادر أميركية موثوقة ل «الحياة» أن الجانب الأميركي يسعى إلى إدخال حوافز انسانية على المبادرة المصرية لوقف النار في غزة لجعلها أكثر قبولاً من جانب حركة «حماس»، وهو ما يلقى اعتراضات اسرائيلية، مع سعي تل أبيب الى شراء المزيد من الوقت ورفض الضغوط الأميركية. وقالت مصادر موثوقة ل «الحياة» ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سعى في محادثاته في القاهرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فراج العائد من الدوحة، الى تقريب وجهات النظر ومحاولة «اضافة تعديلات على المبادرة المصرية تشمل الشق الانساني». ولمحت الى مفاوضات على معبر رفح بحيث يتم تسليم الأمن فيه للحكومة الفلسطينية، كما كان الوضع عليه عام 2005، وبالتالي السماح بشكل أكبر بمرور البضائع وتخفيف الحصار عن القطاع. وتابعت أن أجواء زيارة كيري لا تحمل الكثير من التفاؤل، في ظل تعنت الجانب الاسرائيلي، والفجوة العلنية في المواقف بين ادارة باراك أوباما وحكومة نتانياهو، اذ رغم دفاعها عن حق اسرائيل بالرد وحماية حدودها، تبدي واشنطن قلقا كبيراً حيال التصعيد الاسرائيلي الذي حذرت منه في الأسابيع الماضية، ومن أرقام الضحايا التي تفوق المرات السابقة عامي 2012 و2009 من الجانبين. وأكدت المصادر أن الجانب الاسرائيلي حاول تأجيل زيارة كيري التي كانت مقررة الأسبوع الماضي، في محاولة لشراء الوقت قبل استقبال كيري في القدس. وجاء بيان أوباما العلني عن قلق جدي من وقوع ضحايا مدنيين، والحظر على الرحلات الجوية للشركات الأميركية لاسرائيل بعد تحذير الخارجية، ليعكس مدى القلق الأميركي والاستياء الضمني من الوضع. وعبر عن هذا القلق السيناتور الديموقراطي عن ولاية كونيتيكيت كريس ميرفي الذي اعتبر أن «عدد المدنيين القتلى بين الفلسطينيين ليس فقط مشكلة لاسرائيل بل للولايات المتحدة أيضاً». وقال لشبكة «ام. اس. ان. بي. سي» إن هذه الأعمال «تساعد المتطرفين ضد الغرب في تطويع مقاتلين في صفوفهم لمحاربة اسرائيل والغرب عموماً». وكان الديموقراطيون في مجلس الشيوخ أدرجوا (رويترز) مساء الثلثاء مبلغ 225 مليون دولار في مشروع قانون للتمويل الطارئ دعماً لمنظومة «القبة الحديد» الاسرائيلية المضادة للصواريخ. وقالت باربرا ميكولسكي رئيسة لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ في بيان ان «اسرائيل حليف اساسي للولايات المتحدة، وتحتاج هذه المبالغ للدفاع عن نفسها».