القوة العسكرية المسؤولة عن حماية البرلمان العراقي ما زالت كردية، منذ سنوات، تعكس حجم الشكوك بين الفرقاء، وتؤكد أن الطرف الكردي وحده يحول دون النزاعات، فيما القوى السياسية تعيد انتاج خصوماتها. ولا يكاد المركز الصحافي يخلو ساعة من برلمانيين يكيلون الاتهامات إلى بعضهم بعضاَ وإلى الحكومة ودول الجوار والمؤسسات الدولية. رئيس البرلمان أسامة النجيفي الذي التقته «الحياة» في مكتبه وصف المشهد العراقي المضطرب والعلاقات العراقية - العربية ب»االمتوازن». وكررهذه الكلمة مرات، وربطها بمخاطر تقسيم العراق وقال: «اذا لم يتحقق التوازن فالمخاطر قائمة، من خلال المطالبة بالأقاليم أو بالحقوق، ما يفتح المجال على كل الاحتمالات التي نحذر منها». وأشار الى «قلق عربي من تعامل غير متوازن بين المكونات الداخلية»، باعتباره «أصل العقدة في العلاقات العراقية – العربية، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية» التي قال انها تسعى ل»الإطمئنان إلى الوضع وإلى القرارالسياسي المستقبلي ازاء دول الخليج وهل سيكون العراق بلداً صديقاً أم منافساً أم مثيراً للمشاكل». ونفى النجيفي أن يكون سنّة العراق أقل حماسة للقمة العربية التي ستعقد نهاية الشهر الجاري. وقال: «صحيح ان هناك عدم توازن في مشاركة المكونات في السلطة. وهناك مطالبة بتحقيق الشراكة وبوضع حد لمعاناة المحافظات من الإهمال والتهميش وسلب الصلاحيات. لكن حضور العرب مفيد للجميع، كما ان غالبية العرب من السنّة فكيف لا يتحمس سنّة العراق لقدومهم؟». وقال النجيفي المتحدر من الموصل التي ترتبط بعلاقات تاريخية بحلب ان «مشاركة هذه المدينة في الثورة السورية مسألة وقت». وأوضح ان «قوى سياسية عراقية كانت تعتقد قبل ستة شهور ان النظام في سورية سيستمر ويجب ان نقف معه من منطلقات مختلفة. الآن هناك قناعة بحتمية سقوطه. وبدأ الموقف يتطور باتجاه ان يكون العراق مع العرب ومع الشعب السوري ومع الحل الديموقراطي». واشار الى ان «هناك بعض الأطراف يتحدث بمنهج مذهبي ضيق وهؤلاء قلة، وموقف الحكومة (مما يجري في سورية) الآن قريب من مواقف الكتل المعارضة». على صعيد آخر، اعتبر النجيفي طرح الخلافات الداخلية العراقية أمام القمة العربية «امراً ضرورياً» وقال: «يجب ان تُبحث كل القضايا ومنها الوضع العراقي، فالعراق غير مستقر ويحتاج الى مساعدة الجميع، وعلى الدول العربية ان تكون ايجابية. ولكن مع وضع عراقي متوازن ومستقر».