يعطل مبدأ المحاصصة الطائفية والسياسية في العراق عملية اقرار البرلمان قائمة تضم 63 سفيراً طرحت منذ عام على جدول اعماله، على رغم تشديد وزارة الخارجية على حاجتها الماسة لإقرار قائمة السفراء في شكل عاجل، فيما يستعد البرلمان للتصويت غداً على اقرار ترشيح عشرين سفيراً من المتوقع ان تشهد الجلسة سجالاً في شأن تعيينهم. وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب تانيا طلعت محمد في تصريح الى «الحياة» ان « قائمة مرشحي ال 63 سفيراً ما زالت تراوح مكانها داخل البرلمان بسبب إصرار الكتل السياسية والبرلمانية على توزيع السفارات على أساس المحاصصة». وأضافت ان «اللجنة أجرت مقابلات مع مرشحي القائمة التي تقدمت بها الحكومة الى البرلمان وسجلت ملاحظاتها إزاء كل مرشح»، مشيرة الى ان عدداً من المرشحين غير مؤهلين لتمثيل العراق في سفاراتنا (...) إلا ان الحكومة والكتل السياسية تصر على وجوب التصويت على قائمة السفراء ووكلاء الوزراء بقرار سياسي توافقي يتضمن القبول بهم جميعاً حزمة واحدة». ولفتت الى ان «هناك اتفاقاً مبدئياً عقد بين ممثلي الكتل السياسية خلال اجتماع مع لجنة العلاقات الخارجية يقضي بطرح قائمة السفراء على دفعات وليس حزمة واحدة»، موضحة انه «بعد غد الإثنين (غداً) سيشهد طرح قائمة اولية ب 20 سفيراً على البرلمان للتصويت عليها». ورفضت النائب الكشف عن ابرز المرشحين كسفراء، الا ان مصادر برلمانية كشفت ل «الحياة» ان «قائمة المرشحين لمنصب سفراء في الخارج تضم أشخاصاً بينهم الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ومحافظ بغداد الحالي صلاح عبد الرزاق وابن أخ مسعود بارزاني. وتخضع عملية اختيار السفراء من خلال ترشيح الكتل السياسية أسماء من ترغب في ان يكونوا سفراء، وتقدم هذه الأسماء الى لجنة متخصصة يتكون أعضاؤها من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء على ان تتوافر في كل مرشح عشرة شروط، منها ان يحمل المرشح شهادة جامعية (بكالوريوس) على الأقل ويتحدث اللغة الإنجليزية، بعدها يتم إرسال أسمائهم الى مجلس النواب لمناقشتها والموافقة عليها قبل ان تعاد هذه الأسماء الى رئاسة الوزراء لإصدار الموافقات، ومن ثم يصادق مجلس الرئاسة على اعتمادهم سفراء للعراق. وشهدت العديد من جلسات البرلمان سجالاً حاداً بين الكتل البرلمانية حول توزيع السفراء في ما بينها إذ تطالب كل كتلة برلمانية بزيادة حصصها من السفارات وتتهم الحكومة ووزارة الخارجية بتجاهلها عند اختيار المرشحين. الى ذلك اشار وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود الى حاجة الوزارة لتعيين العشرات من السفراء، وقال ل «الحياة» ان «عدداً كبيراً من السفارات العراقية ما زالت من دون سفراء» بينما تأمل الوزارة بافتتاح سفارات جديدة لها في دول اخرى لا يملك العراق فيها سفارة. وأضاف:«تعيين السفراء العراقيين يشكل ضرورة ملحة في ظرفنا الراهن لحاجة البلاد الى تطوير علاقاته الديبلوماسية مع الدول العربية والإقليمية والدولية وإنهاء حال العزلة التي خلفها النظام السابق». ولفت الى ان «وزارة الخارجية تجري اتصالات مستمرة مع العديد من الدول العربية والإقليمية والدولية لتفعيل النشاط الديبلوماسي مع العراق من خلال تبادل السفراء أو من خلال فتح العديد من القنصليات الديبلوماسية».