تورد الأنباء التي تتابع المباراة المرتقبة بين المنتخب السعودي مع الاسترالي (غداً)، بأن المنتخب السعودي الذي يعتبر مباراته مصيرية وحاسمة وغير قابلة لأي نتيجة سوى الفوز، بأن المنتخب الأخضر سيقابل منتخب استراليا بنصف مستواه، حيث سيلعب المنتخب الاسترالي بدون محترفيه في أوروبا، فالمباراة هي تحصيل حاصل للأستراليين لا تهمهم غير سمعة منتخبهم، ولا شك بأنهم سيكونون حريصين على هذا الأمر أكثر من أي شيء آخر، والخوف كل الخوف بأن يكون المنتخب الأسترالي أقوى فنياً من دون محترفيه الغائبين «يحدث هذا كثيراً»، فهناك لاعبون يريدون إثبات وجودهم كونهم لا ينالون فرصة المشاركة كأساسيين بوجود المحترفين الآخرين. واما المنتخب السعودي فهو يدخل هذه التصفيات في كل مباراة بتشكيلة غير ثابتة، واجزم بأن المدرب ريكارد لم يضع التصور الكامل عن مقدرة اللاعبين ومن الأفضل بينهم، وهذا لا يعني بأنه مدرب غير كفء على الإطلاق، بل الأكيد أن هذا المدرب يملك «أذناً حساسة» يسمع بها جيداً، وهو ما قد يعصف بكل الأحلام صوب النهاية، المباراة لا تقبل أنصاف الحلول، إما أن يكون الأخضر موجوداً، أو أن يكون أول المغادرين، وعلى مدرب المنتخب السعودي أن يتحمل كافة المسؤولية، لأننا لا نملك أي عذر في التأهل إلا أن نضع هذا المدرب في وجه المدفع. ولم يعد الوقت ممكناً الآن للحديث عن اختيارات المدرب لتشكيلة الفريق، ومن غير المناسب أن يتم طرح هذا الموضوع في هذا الوقت، فهناك لاعبون قفزوا من الصفوف الخلفية الى تشكيلة المنتخب، وقد نجد بعضهم في التشكيلة الأساسية غداً، وحتى وان تأهل المنتخب الى الدور الثاني لا تزال الملاحظات قائمة عند الأغلبية إلا أن يقنع المدرب الجميع بأنه يملك تشكيلة ثابتة، أما مسألة التجريب فهي مخاطرة صعبة قد تجعل مشكلة المنتخب السعودي مستمرة في ضعف النتائج، وغداً قد نجد لاعبين في التشكيلة الأساسية، هم في الأصل ليسوا أساسيين في أنديتهم، وهذا يفسر الحال التي يعشها المنتخب التي أدت به الى أن تكون مبارياته صعبة، وأحياناً غير ممكنة، فلو استعرضنا الكثير من المنتخبات الآسيوية، وتحديداً في هذه المرحلة لوجدنا أنها منتخبات ثابتة الى حد ما في تشكيلتها، وان حدث تغيير، فهو تغيير طفيف لا يكاد يذكر، ونستطيع استخلاص الأسباب المقنعة دون سؤال المدرب. ولعلنا نضيف بعض المتغيرات على ماهية المنتخب السعودي، فنحن نعيش متغيرات زمنية، أي ان تمثيل المنتخب لدى غالبية اللاعبين لم يعد مغرياً كما كان في السابق، فالولاء للأندية هو الأكثر دون ان نطلب رهاناً على ذلك، إلا في حالة واحدة هي وضع مميزات مادية تحديداً لأي لاعب يتم اختياره للمنتخب، وأكثر إغراء لمن يدخل التشكيلة الأساسية، فهنا يمكن ان يستميل اتحاد الكرة اللاعبين لمهامهم الوطنية، فالأندية هي اساس المشكلة بدليل ان هناك حراكاً واضحاً لتأجيل المرحلة 21 من الدوري بسبب المنتخب، أيهما أكثر أهمية ان يفوز ناد بالدوري، او ان يفوز المنتخب، لدينا بكل صراحة الفوز بالدوري المحلي أهم من ان يتأهل المنتخب، لذلك أشغلنا الرأي العام بموضوع تأجيل الدوري. [email protected]