رأى محلل الشخصيات الدكتور سامي الأنصاري في حديثه ل «الحياة» في تحليل شخصية سفاح الخادمات، أن صور الجاني تدل على حدوث اضطراب في الشخصية إثر حادثة وقعت له في الماضي. وأوضح الدكتور سامي الأنصاري أن تصرفات الجاني تنبىء عن شخصية مضطربة فمن خلال إسقاط المعايير التي تدل على هذه الشخصية تتضح جلياً في سلوك هذا الشخص، مبيناً أن سمات الشخصية المضطربة تتمثل في العجز عن الامتثال للمعايير الاجتماعية والغش والخداع وتكرار الكذب واتخاذ أسماء مستعارة والاحتيال على الآخرين لمآرب خاصة، والعدوانية الزائدة، والاعتداء البدني كالقتل والإضرار بالآخرين مع عدم استشعار الندم واللوم. وأكد محلل الشخصيات أن مثل هذه التصرفات العدوانية لا تحدث من شخص مصاب بالانفصام، أو لديه نوبات هوس، مضيفاً «لذلك نقول أن تصرفات الجاني تدل على أنه مضطرب اضطراباً مضاداً للمجتمع، وهذا النوع من أخطر أنواع الاضطرابات في الشخصية». وانكشفت خيوط قضية «سفاح الخادمات» بعد سقوط شبكة عائلية من جنسية عربية تخصصت في تزوير بطاقات الهوية، وتجميع أخرى شبيهة من الهويات المسروقة والمفقودة وكروت العائلة واستمارات السيارات الخاصة التي تسجل تحت اسم مواطن في منطقة جيزان دون علمه، لاستخدامها في ينبع، إضافة إلى استخدام الهويات المزيفة للحصول على بعض الخدمات والتحايل على نظام «السعودة»، والعمل في مهن مقصورة على المواطنين، ومنها البيع والشراء في السوق المركزي للخضروات والفاكهة في ينبع. ودل السائق الخاص «أبو أيوب» فور القبض عليه على أفراد الشبكة الذين سقط منهم أخوه الأصغر وأبناء خاله ومعارفه الذين كان من بينهم «سفاح الخادمات « الذي رحل مع باقي المتهمين إلى المدينةالمنورة لشعبة التزوير، لكن أعيد إلى ينبع بطلب من الشرطة عقب الحصول على مقاطع جنسية في هاتفه المحمول، يحتوي على معاشرته لعاملة من جنسية آسيوية، إضافة إلى وجود صور للعاملات اللاتي لم يتمكن من قتلهن، حيث أفاد بأنه يستطيع الاتصال عليهن للتأكد من وجودهن لإبعاد شبهة القتل عنه. ولم تقنع دفوعات السفاح الأولية عن الصور ومقطع الفيديو شعبة البحث الجنائي، وكانت كفيلة بالتحري عنه بشكل مكثف بعد ترحيله للمدينة من خلال الاتصال على معارفه الذين أكدوا أن له علاقات مع عاملات آسيويات، وكانت إجابة أحد معارفه وجاره في نفس الحي عند سؤاله عن مشاجرة قديمة في الحي أمام منزل السفاح يتوافق تاريخها مع تاريخ مقتل خادمة بداية فك طلاسم اللغز، حيث ذكر دون تفكير ورود اتصال من نجل السفاح «مرزوق» يفيده بأن والده يتشاجر من إحدى الخادمات في الشارع، وطعنها أمامه، وعند حضوره للموقع ادعى السفاح بأنها عاملة منزلية على كفالة أخته أحضرها لتنظيف البيت، دون أن يبلغه بقتلها، كما أخبر أبناءه بأنها خادمة عمتهم ويريد تأديبها.