ثلاثة فرسان لبنانيين حوّلوا العلوم النظرية واقعاً، فمزجوا عناصر الكيمياء بمعدلات الفيزياء، في مسعى لاستخدام تقنيات نووية لتحليل المستحضرات الصيدلانية، ودراسة تأثير مادة الكبريت في خصائص الإسمنت، والتعرّف إلى تركيبة البلورات السائلة، كرمهم «المجلس الوطني للبحوث العلمية» في لبنان، وهم: بلال قعفراني وسايد حرقص وبلال نصولي. والثلاثة اختصاصيون في الكيمياء كوفئوا بجائزة «أفضل المقالات العلمية المنشورة لباحثين لبنانيين في علوم الكيمياء». وأوضح نصولي، وهو مدير «الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية»، أن تجاربه في استخدام التقنيات النووية لتحليل جودة الأدوية ونوعيتها وكميتها، لفتت نظر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، فموّلت مشروعاً لإنشاء مختبرات بقيمة مليون وخمسمئة ألف يورو لمتابعة هذه التجارب. ونشر نصولي بحثه في مجلة «أناليتيكال كمستري» Analytical chemistry، مُشيراً إلى إمكان استعمال المختبرات في الكشف عن الأدوية المزوّرة. وكُرّم حرقص، وهو أستاذ في كلية العلوم في «جامعة القديس يوسف» عن بحث يتصل بقدرة الكبريت على زيادة مقاومة الإسمنت لمياه البحر. ونشر في في مجلة «سيمنت أند كونكريت ريسرش» Cement and concrete. وكُرّم قعفراني استاذ الكيمياء في كلية العلوم في «الجامعة الأميركية في بيروت»، عن بحثه الذي تناول تركيب أنواع جديدة من البلورات السائلة، ودراسة تطبيقاتها العملية في تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، وتطوير البصريات الإلكترونية والأجهزة الكاشفة. ونُشر في مجلة «كمستري أوف ماتيريالز» Chemistry of materials. وحضر التكريم جاك شولتز، ممثلاً «اللجنة الفاحصة الدولية»، الذي أبدى إعجابه بقدرة اللبنانيين في الإبداع والابتكار. وأشار الأمين العام ل «المجلس الوطني للبحوث العلمية» معين حمزة، إلى أن التكريم حدث في سياق الذكرى الخمسين لتأسيس هذا المجلس، مُنوّهاً بجرأة المُكرّمين علمياً. وأوضح أن المجلس شرع في نشر «شبكة الرصد الإشعاعي» في لبنان، بالتعاون مع الجيش اللبناني «وشبكة رصد الزلازل». وأشار أيضاً إلى اعتزام المجلس إطلاق «المرصد البيئي المتوسطي» و «مرصد العلوم والتكنولوجيا»، إضافة الى طابع بريدي في الذكرى الخمسين للمجلس.