دان عدد من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الصحافية الاعتداء على صحافيين في السليمانية خلال الايام الماضية، فيما حذر رئيس الإقليم مسعود بارزاني من محاولات «المرتزقة» تشويه تاريخ الأكراد، وقال إن عهد «الكفاح المسلح ولى وعلينا الاستعداد للمتغيرات في العالم». وقال هندرين أحمد، سكرتير مجلس نقابة صحافيي كردستان، في تصريح إلى «الحياة»، إن «مجموعة من الصحافيين كانوا في صدد تغطية تظاهرات يتوقع خروجها في السليمانية لإحياء الذكرى الأولى لاحتجاجات 17 شباط (فبراير) اعتقلتهم قوات الأمن وصادرت معداتهم». وأضاف أن «لجنة الدفاع عن حقوق الصحافيين في النقابة أصدرت بياناً دانت فيه هذه الاعتداءات، ودعت الصحافيين الذي تعرضوا لاعتداءات الى تسجيل شكاوى لدى النقابة لمتابعة قضاياهم». وحض «القوى الأمنية والأطراف المعنية على الالتزام بقانون العمل الصحافي في الإقليم». وشهدت السليمانية خلال الأيام الماضية انتشاراً أمنياً مكثفاً بعد دعوات أطلقت لإحياء ذكرى احتجاجات 17 شباط (فبراير) التي طالبت بإجراء إصلاحات سياسية واسعة، ودخل الإقليم على وقعها في أزمة سياسية بين المعارضة والحزبين الرئيسين. وسبق أن وجهت منظمات دولية ومحلية انتقادات إلى تطبيق مبدأ «حرية التعبير» في الإقليم الكردي والاعتداءات التي ترتكبها السلطات الأمنية مع الصحافيين. وأشار تقرير صدر قبل اسابيع عن مركز «مترو للدفاع عن حقوق الصحافيين»، إلى أن 360 حالة اعتداء على الصحافيين خلال عام 2011، فيما قدّرتها نقابة الصحافيين بنحو 250 حالة. سياسياً، جاء في بيان للناطق باسم «حركة التغيير» المعارضة، أن «انتهاكات حقوق الانسان في كردستان امر مدان»، مشيراً إلى أن «المسؤولين في الاقليم خلقوا هذه الاوضاع وهم يشنون الحرب ضد الاشباح ويعتقدون بأن جميع المواطنين متظاهرون، وتثبت هذه الاجواء أن الثقة بين السلطة والمواطنين تمر بمأزق عميق». من جهة أخرى، قال بارزاني خلال إحياء ذكرى تأسيس جمهورية «مهاباد» في إيران: «لقد اجتزنا مرحلة الحروب بنجاح بعد أن قدمنا الكثير من التضحيات، وقد أُريقت دماؤنا ودماء اصدقائنا من الامم الاخرى، لكننا اثبتنا وجودنا، وحافظنا على هويتنا، وحان الآن وقت إقرار حقوقنا ويجب أن نحافظ على هذه التجربة»، وأوضح أن «المشاكل المتعلقة بحقوقنا القومية تحل عبر الحوار وليس العنف، وقد ولى زمن النضال المسلح». وأضاف أن «الأعداء فشلوا في إضعاف إرادة الشعب الكردي من خلال الاندساس في حركة تحرر، وانتهت تلك الفترة التي كان البعض يفكر بأن يريق الأكراد دماءهم بأنفسهم»، لافتاً إلى أن «العالم في تغير مستمر وسريع، وعلى الشعب الكردي أن يجهز نفسه للتعامل مع المتغيرات». وتأسست جمهورية «مهاباد» في 22 كانون الثاني (يناير) عام 1946 في شمال غربي ايران، بدعم من الاتحاد السوفياتي السابق، لكن لم تستمر سوى عام واحد وسقطت على يد الجيش الإيراني الذي اعدم رئيسها قاضي محمد.