أكدت أعمال المعرض والمنتدى الدولي للتعليم أهمية الاستفادة من استخدامات التقنية وتطبيقاتها، خصوصاً عالم الانترنت وأجهزة الآيفون والآيباد والبلاك بيري، لتحقيق التعليم المتنقل، ودعم المستوى العلمي للطلبة، كما ركزت على الاهتمام بالمعلم بدعمه مادياً ونفسياً وثقافياً لتحقيق المردود الأفضل على العملية التعليمية والتربوية. وأوضحت خبيرة استخدامات التقنية في التعليم في فنلندا مسز آلتو، خلال ورشة العمل الأولى التي عقدت أمس بعنوان «حلول في مجال التعليم» على هامش أعمال المعرض والمنتدى الدولي الثاني للتعليم المنعقد في مركز المعارض في مدينة الرياض، أن عالم الانترنت فيه كم هائل من المعرفة ويجب على المعلمين والهيئات التعليمية الاستفادة منه في رسم خطط مستقبل الطلبة، لافتة إلى أن التعليم المتنقل يعتبر أحد الطرق المناسبة لمساعدتهم، ولا بد للمعلمين أن يدفعوا طلابهم لاكتساب المعرفة، وأن التطبيقات الحديثة في الاتصال في الفيسبوك وتويتر والآيفون والآيباد تمثل التعليم المتنقل الذي يتم توظيفها لخدمة العملية التعليمية مع أهمية تقنين استخدامات تطبيقاتها. وعن التعليم التفاعلي والتعليم الالكتروني، أشارت إلى أن الطالب في هذا النوع من التعليم يقوم بدور المعلم، ليصبح دور المعلم أكثر فاعلية، وقالت: «لكي تنجح في التعليم المتنقل لا بد أن يكون لديك رؤية تشارك بها الناس وعمل المعلمين هو إعداد الناس للمستقبل»، لافتة إلى أهمية توفير البنية التحتية الجيدة للتقنية ودور الوالدين في دعم استخداماتها. وفي الجلسة الثانية بمحور «دور المعلم في مجتمع المعرفة»، طرح عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد مجموعة من الأسئلة مثل «لماذا أتينا إلى هنا؟ وماذا نتوقع من متحدثينا في هذا الجلسة؟»، فجاءت ردود متنوعة دارت حول الاهتمام والعناية بالمعلم نفسياً ومادياً لتحقيق أكبر مردود ممكن من أدائه، إذ إنه يمثل الحلقة الأكثر أهمية في المعادلة التعليمية إلى جانب الطالب. من جانبه، وفي رد على السائلة وفاء الغامدي: قال الأستاذ في كلية التربية بجامعة ماليزيا الدكتور سفيان حسين: «لقد أحرجتني بسؤال متى بدأت المعرفة في المجتمع، وأقول نزلت إلى البشرية ببداية اقرأ على محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من تلقى المعرفة عن ربه»، كما أن البيت يحمل مسؤولية كبيرة في نمو هذه المعرفة لكي ننمي الذكاء المتعدد في عقول طلابنا، بخاصة عندما نحاول تفسر أشياء لها علاقة بحياتهم»، لافتاً إلى أن دور المعلم يبقى مهماً في العملية التعليمية، إذ إن الطالب يحصل على المعلومة من الانترنت، لكنه لا يجد تفسيراً لها. من جانبه، ذكر وكيل جامعة الملك خالد للتطوير والجودة الدكتور عامر الشهراني أن العلمية التعليمية تكاملية، وليست فردية اجتهادية، وأن الطالب يعيش ثورة تقنية معرفية متعددة المصادر، إذ لا بد من مساعدته على الاختيار والتقنين، مشدداً على الاستعداد والتهيئة للتعامل مع عالم المجتمع المعرفي، فيما أشار المدير العام لأحد المدارس التابعة لوزارة التربية في الخارج الدكتور ماجد الحربي إلى أنه ليس هناك معايير واضحة لتقويم المعلمين في المدارس، ما جعل المعلم يتوه في ذلك. وقال: «عندما نتحدث عن التقويم وتقويم المعلم والوسائل المستخدمة في تقويمه، فلا بد من أن يكون هناك جهة مسؤولة أو شخص يقوم بهذه العملية، فالجهاز المسؤول عن هذه العملية هو جهاز الإشراف والمتابعة، والشخص المسؤول عن تقويم المعلم هو المشرف التربوي، والاتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي تؤكد أن العلاقة بين عمليتي الإشراف في المدارس وتقويم التعليم، تهدف إلى ان يكون المعلم مشرفاً ذاتياً على نفسه، والمشرف شريكاً له، لمساعدة المعلم في أن يصبح أداة تعليمية مستقلة»، داعياً المعلمين للكشف عن قدراتهم العلمية والمهنية والفنية، وإسهاماته في المجتمع المحلي، ومهاراته الفنية، وقدرته على تطبيق مبادئ التعلم المشتقة من علم النفس. وأضاف أن المعايير التي يستطاع فيها تقويم المعلمين، هي التعرف على مظاهر شخصيته العامة، بما في ذلك صحته العامة ومظهره الخارجي، وقدرته اللغوية على التعبير عن آرائه، وتأثيره في كسب احترام الطلاب له وتفاعلهم معه، وقدرته على إدارة الصف وضبطه، إضافة إلى التعرف على معلوماته العلمية، ومدى حداثتها ودقتها، والكشف عن ثقافته العامة، مضيفاً أن منها أيضاً قدرته على كيفية استخدام ثقافته في إثراء مادته الدراسية، وجعلها مفيدة لطلابه، والتعرف على النتائج التي أدت إليها جهوده في نمو الطلاب في المعارف والمعلومات، والميول والمهارات والاتجاهات.