أكدت أستاذ طب الأطفال وقلب الأجنة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة ريم البدر، أن نحو 5000 طفل يولدون في السعودية سنوياً بعيوب خلقية في القلب، مشيرة إلى أن العلاج الطبي تطور في المملكة إلى درجة أصبح فيها بالإمكان إجراء جراحة لقلب الجنين داخل الرحم. وأضافت في ورقة عمل في الرياض أمس خلال إطلاق «حملة الوشاح الأحمر» للتوعية بمخاطر أمراض القلب والأضرار الناجمة عن تأثير التدخين في القلب، أن الأمراض الخلقية في القلب من أهم الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة في سن الطفولة إذا لم تعالج علاجاً مناسباً وبالسرعة المطلوبة، مشيرةً إلى أن هناك تصوراً يؤكد أن ثلث هؤلاء المواليد يحتاجون إلى علاج سريع خلال الأيام الأولى من ولادتهم، والثلث الآخر يحتاج إلى العلاج خلال السنوات الأولى من حياته، أما الثلث الأخير فقد لا يحتاج إلى العلاج، بمعنى أنه يشفى تلقائياً أو يحتاج للعلاج في سنين متأخرة من عمره. ولفتت إلى أن أمراض القلب الشائعة لدى الأطفال تتمثل في الثقب بين البطينين الأيمن والأيسر، وقد تكون نسبته أكثر من 20 في المئة، ويختلف من طفل إلى آخر فيوجد ثقب صغير، وآخر يغلق من دون أي تدخل علاجي، وأنواع أخرى يتم غلقها جراحياً وهذا يحتاج إلى أطباء متخصصين حتى يتم تحديد المشكلة وعلاجها بدقة كبيرة، وأصبحت نسبة نجاح هذه العلاجات سواء بالأدوية أو القسطرة أو الجراحة تفوق 95 في المئة. وحذرت من أن التدخين يسبب تشوهات خلقية لدى الأجنة، وإجهاضاً دموياً للأجنة، ونقصاً في وزن الأطفال عند ولادتهم، وزيادة معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة، وزيادة معدل ولادة الأطفال الموتى، وزيادة ضربات قلب الجنين، ما يدل على سوء حالته الصحية داخل الرحم. إلى ذلك، أكدت استشارية قلب الأطفال في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب الدكتورة مشاعل العبيدان، في ورقة عمل بعنوان: «التدخين عند الأطفال والمراهقين»، أن 1 من بين كل 6 أولاد، و1 من بين كل 4 فتيات مدمنين على التدخين هم تحت سن 15 عاماً، إضافة إلى أن الطفل أو المراهق عرضة للتدخين بثلاثة أضعاف إذا كان والداه من المدخنين، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة فيها 5 ملايين مدخن في الفئة العمرية من 12-17 عاماً و500 ألف مدخن بين 8-11 عاماً، في حين أن 12 في المئة من الفتيات و9 في المئة من الفتيان الذين تقع أعمارهم بين 11-15 عاماً مدخنون في بريطانيا، أي أن نسب المدخنين الأطفال في العالم في ازدياد. وأوضحت أن أضرار التدخين السلبي تبدأ خلال مرحلة الطفولة المبكرة وتصيب الأطفال بين 1-3 أعوام بأمراض القلب وسرطان الرئة خلال حياتهم فيما بعد حتى إن لم يدخنوا السجائر، مشيرة إلى أن التدخين السلبي يقتل 56 ألف شخص كل عام في بريطانيا. وتطرقت إلى تقارير صادرة عن جمعيات مكافحة التدخين، تؤكد أن السعودية تحتل المرتبة الرابعة عالمياً لجهة نسبة المدخنين إلى عدد السكان، إذ إن 45 في المئة من الرجال فوق 15عاماً يدخنون، و3 في المئة من بين النساء مدخنات في المجتمع السعودي، في حين وصل عدد المدخنات في الثانوية إلى 35 في المئة، ويستهلك سكان المملكة 99 طناً من التبغ يومياً. وذكرت استشارية القلب والأوعية الدموية للكبار الأستاذ المساعد في مركز الملك فهد للقلب بجامعة الملك سعود الدكتورة حنان البكر في ورقة عمل بعنوان: «تأثير التدخين على الجهاز القلبي الوعائي عند المرأة»، أن التدخين يسبب وفاة امرأة واحدة كل دقيقة في العالم، وتحدث الوفاة بسبب الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية والجهاز التنفسي. وأضافت أن نسبة المدخنات في السعودية تجاوزت 5.7 في المئة من جملة الإناث خلال عام 2011، ليصل عددهن إلى نحو 1.1 مليون مدخنة، حسب التقرير الذي أعدته الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في مكةالمكرمة، الأمر الذي يجعل المملكة تحتل المرتبة الثانية خليجياً والخامسة عالمياً من حيث عدد النساء المدخنات. وأشارت إلى دراسة حديثة توصلت إلى أن السيدات المدخنات أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، موضحة أن مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب تزداد بنسبة 25 في المئة عند السيدات مقارنة بالرجال، على رغم أن السيدات عادة ما يقمن بتدخين كميات أقل من السجائر مقارنة بأقرانهن من الرجال. وأضافت أن التدخين يزيد من سرعات ضربات القلب بمعدل 10 إلى 20 ضربة في الدقيقة، ويؤدي كذلك إلى ارتفاع ضغط الدم بمعدل 20 إلى 25 في المئة، لافتة إلى أن التجارب المعملية على الحيوانات توصلت إلى أن التدخين يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات الغدة الفوق كلوية، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم الذي يشكل ثقلاً زائداً على القلب، ويلعب دوراً رئيسياً بالنسبة لأمراض شرايين الأطراف.