أكد رئيس الجمعية السعودية للسكتة الدماغية واستشاري ورئيس قسم الأعصاب في مستشفى القوات المسلحة بالرياض الدكتور وليد خوجة، أنه على مستوى العالم، تعتبر السكتة الدماغية السبب الأول والمهم في الإعاقة للبالغين، منبهاً إلى أن دول العالم الثالث لديها نسب خطورة عالية في الإصابة بالسكتة. واعتبر خوجة أثناء مؤتمر طبي بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية في جدة يوم أمس، الدروس الإحصائية في المملكة «قديمة»، إذ كانت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية 30 لكل 100 ألف من السكان، مؤكداً أنها نسبة بسيطة، مقارنة بالنسب العالمية، مشدداً على أنه من خلال الخبرة والعمل، فإن النسبة في تزايد، ويعود ذلك لزيادة انتشار الأمراض المسببة للسكتة الدماغية مثل السكري وضغط الدم وضعف اللياقة. بدوره، حذر مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود من مخاطر السكتة الدماغية، واعتبرها من أكثر الأزمات الصحية التي يتعرض لها الإنسان في حياته لأسباب عدة والتي قد تؤدي إلى الوفاة، وخصوصاً إذا لم يتم تشخيصها والتعامل معها بشكل باكر. وأشار باداود في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه للمؤتمر الطبي الذي نظمه مستشفى الملك فهد العام بجدة أمس الأربعاء في فندق بارك حياة بعنوان (اليوم العالمي للسكتة الدماغية)، إلى أن مثل هذه المؤتمرات الطبية تسهم بشكل فاعل في تعريف الأطباء بمستجدات المرض وطرق تشخيصه، وكيفية علاجه، وإبقائهم على تواصل دائم مع المراكز العالمية المتخصصة في هذا الجانب، مؤكداً أن جميع النتائج التي سيتوصل إليها المشاركون في المؤتمر ستصب بالدرجة الأولى في مصلحة المرضى وخدمتهم. من جانبه، أوضح مدير مستشفى الملك فهد الدكتور سالم باسلامة أن المستشفى هَدِفَ من تنظيم هذا المؤتمر إلى تعزيز خبرات الأطباء السعوديين العاملين في هذا المجال، مؤكداً أن البرنامج العلمي للمؤتمر تضمن الكثير من المحاضرات الأكاديمية عن السكتات الدماغية وأنواعها وكيفية تشخيصها وعلاجها وتأهيلها التأهيل الطبي المناسب، مع التطرق لأحدث التقنيات التكنولوجية المستعملة في العالم من حيث التشخيص والعلاج. وأشار باسلامة إلى أن المؤتمر تضمن أيضاً برنامجاً مكثفاً من ورشات العمل بلغت خمس ورش لتغطية جميع الجوانب التشخيصية والعلاجية والتأهيل الطبي بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين كلاً في مجاله العلمي والطبي. من جهته، أكد استشاري طب التأهيل قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الملك فهد العام ورئيس اللجنة العلمية لمؤتمر السكتة الدماغية الدكتور محمد القرمازي ل «الحياة» أن من أهم أهداف المؤتمر الوقوف على الجديد في آليات التشخيص للسكتة الدماغية، الجديد في العلاج المبكر أيضاً، وما توصلت إليه آخر البحوث العلمية العالمية في مجال تأهيل مرضى السكتة الدماغية. وأضاف: «إن السكتة الدماغية تعتبر السبب الثالث من أسباب الوفاة عموماً، ما يجعل منها مشكلة صحية قائمة، ولا بد من توافر جهود جميع الأطراف الطبية لعلاجها باكراً، والوقوف على أسبابها، وما تسببه من إعاقة». وأوضح القرمازي أن السكتة الدماغية تنقسم إلى قسمين، قسم الجلطة وهو قصور وصول الدم إلى الدماغ، وغالباً ما تصيب المتقدمين في السن والمصابين بأمراض متنوعة مثل السكري، وهو القسم الأكثر شيوعاً والأكثر حدوثاً، والقسم الثاني وهو ما ينتج من نزيف دموي داخل المخ وهو يصيب الأشخاص بدايةً من سن ال 30 فما فوق، ويكون سببها غالباً وجود تشوهات خلقية في الأوعية الدموية عند المريض، مشدداً على أن السكتات الدماغية الناتجة من الجلطات تعتبر هي الأكثر شيوعاً في العالم والعالم العربي. وعن وعي المجتمع بمفهوم السكتات الدماغية، أفاد أن المجتمعات في العالم العربي والخليج لا يوجد لديها وعي بمفهوم السكتات الدماغية وطرق الوقاية والعلاج، وأضاف: «لا زلنا بعيدين عن الوصول إلى الوعي الكافي من هذه الأمراض، بدليل أن أكبر نسب للسمنة موجودة في الخليج والمملكة، وهي أحد أسباب السكتات الدماغية». وتحدث استشاري الطب النفسي ورئيس الطب النفسي في مدينة الأمير سلطان الدكتور رأفت العويسي في ورقة العمل التي طرحها عن التأهيل المعرفي للمصابين بالجلطات الدماغية، موضحاً أن غالبية المصابين بالجلطات الدماغية يصيبهم ضمور في القدرات المعرفية مثل التركيز والذاكرة والحكم على الأمور، مؤكداً أنه في حال لم يتم عمل تأهيل لهم سواء باستخدام الأدوية، أو الوسائل الأخرى فيمكن أن يتطور الموضوع إلى ما أسماه حالة «خرف دماغي».