كشفت الهيئة العامة للغذاء والدواء، عن قيام مؤسسة وطنية باستيراد حشوات سيلكون غير آمنة من شركة بولي إيمبلانت بروثيس، مشيرة إلى أن نحو 20 مركزاً طبياً خاصاً استخدمها، وسيجري إلزام المؤسسة وتلك المراكز باستبدالها للمتضررات مجاناً. وذكرت «الهيئة» في بيان أمس، أن مفتشي قطاع الأجهزة والمنتجات الطبية في الهيئة العامة للغذاء والدواء تأكدوا عبر جولاتهم التفتيشية، من قيام إحدى المؤسسات الوطنية العاملة في مجال الأجهزة والمنتجات الطبية باستيراد حشوات السيلكون التي تنتجها شركة «بولي إيمبلانت بروثيس» بواسطة بعض شركات نقل البريد السريع خلال الفترة من 2006 إلى نهاية 2009، وتوزيعها على عدد من المستشفيات والمراكز الطبية في المملكة. وأضافت أنها حصرت كميات حشوات السيلكون الموزعة والمستشفيات والأطباء الذين أجروا عمليات الزرع، وجرى الاتفاق على أن تنسق المؤسسة مع المستشفيات والأطباء الذين أجروا عمليات الزراعة لاستبدالها مجاناً ومن دون أي كلفة على المتضررات. وأوضح نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأجهزة والمنتجات الطبية الدكتور صالح الطيار، أن «الهيئة» عملت على إنشاء مركز للاتصال لاستقبال اتصالات المتضررات ومعرفة أسماء المراكز الطبية والأطباء الذين أجروا العمليات والفترة التي تمت خلالها، والتأكد من نوعية السيلكون المستخدم والطبيب الجراح الذي أجرى العملية والمستشفى الذي أجريت فيه العملية، وستعمل «الهيئة» على التنسيق مع المؤسسة لضمان استبدال حشوات السيلكون للمتضررات مجاناً. وأضاف الطيار ل«الحياة»، أن غالبية عمليات زرع الحشوات تركزت في مدن جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وبلغ عدد المراكز الطبية التي أجرت الجراحات نحو 20 مركزاً طبياً خاصاً على مستوى المملكة ولا يزال حصر عددها مستمراً، لافتاً إلى أن غالبية هذه الحشوات أرسلت عبر البريد السريع. وأشار إلى أن المراكز الطبية نفت علمها بأن هذه الحشوات مقلدة، مشدداً على أهمية تعاون الجهات الموردة و«هيئة الغذاء والدواء» بعرض هذه الحشوات عليها لمعرفة سلامتها الصحية قبل إجراء العمليات، مضيفاً أن «هيئة الغذاء» لم تتلق أي شكوى من سيدات بخصوص الحشوات. وكانت صحيفة «الحياة» قد نشرت في 24 كانون الثاني (يناير) الماضي تحقيقاً عن مدى مأمونية حشوات السيلكون المستخدمة في المراكز الطبية السعودية في أعقاب إصدار محكمة أوروبية قراراً باعتقال رئيس شركة «بولي إيمبلانت بروثيس» الفرنسية المتخصصة في صناعة السيلكون، بتهمة توريد شركته «سيلكون» اصطناعياً يستخدم في مواد البناء وحشو الأثاث، على أنه سيلكون لأغراض الجراحات التجميلية، ما تسبب في مضاعفات لدى من وضعت في أجسادهم هذه المادة. وفي التحقيق، نفى اختصاصيون وعاملون في مجال الجراحات التجميلية وجود أي علاقة للشركة الفرنسية بالمواد المستخدمة في الجراحات التي تتم داخل مراكز متخصصة في المملكة، مشيرين إلى أن «السيلكون» المستخدم مرخص من هيئتي الغذاء والدواء السعودية والأميركية. كما أكد نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأجهزة الطبية في هيئة الغذاء والدواء الدكتور صالح الطيار أن الشركة الفرنسية أوقفت عن العمل منذ عام 2010، مضيفاً أنها «محظورة من الهيئة، ولم يتم الاستيراد منها سلفاً».