أكد المدير العام للمركز الوطني للدراسات والبحوث في وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالعزيز الجهني، أن المشكلات الزوجية شهدت تزايداً في المجتمع السعودي خلال الأعوام الأخيرة، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر في الأبناء سلباً من جميع النواحي. وقال الجهني في محاضرة أمس بعنوان: «مشكلة تعاطي المواد المخدرة والاضطرابات النفسية لدى الطالبات وطرق التعامل معها»، خلال الملتقى السابع للمرشدات الطلابيات والمشرفات التربويات، الذي ينظمه مجمع الأمل للصحة النفسية بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض: «المشكلات الزوجية في تزايد في المجتمع السعودي خلال الأعوام الأخيرة مع تغيّر نمط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك انفتاح المجتمع على العالم الخارجي عبر وسائل الإعلام وانتشار التعليم خصوصاً تعليم الفتيات، وخروج المرأة للعمل، وهذا يعطي المرأة استقلالية اقتصادية لوجود مصدر دخل لها». وأضاف أن مركز الاستشارات يستقبل شكاوى من نساء لم يمضِ على زواجهن شهران، لعدم معرفتهن بالحقوق الزوجية لكلا الطرفين، وعدم فهم طبيعة الحياة الزوجية، وعدم معرفة كيفية التعامل مع الطرف الآخر، ما يؤثر سلباً في جميع أفراد الأسرة ذكوراً وإناثاً، وتنتج من ذلك أمراض نفسية مثل القلق والتوتر والانطوائية والاكتئاب، ويتفاقم الأمر لينتج منه التأخر الدراسي، والاقتراب من رفاق السوء لإيجاد ما يبحثون عنه، والمعاكسات، والعلاقات المحرمة، والهرب من المنزل، مشيراً إلى أن مركز البحوث والدراسات في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعد دراسة عن «هروب الفتيات»، وتبيّن أن السبب الأول هو التفكك الأسري، في حين أن دراسة أجريت على منحرفات داخل السجون تبيّن منها أن السبب الأول لانحرافهن هو التفكك الأسري، أو الانتقام من الزوج، وعدم إشباعهن عاطفياً. وأكد الجهني أن المراكز التي تختص بتأهيل المقبلين على الزواج لا تزال قليلة جداً مقارنة بالتعداد السكاني. وطالبت بعض المرشدات الطلابيات بتكثيف الدورات التوعوية في المدارس، خصوصاً في أحياء تعاني فيها طالبات من تفكك أسري واضطرابات، وكذلك عقد دورات للمقبلين على الزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون لديهم القدرة على مواجهة العقبات وحل الخلافات التي تحدث بينهما.