لقي شخص مصرعه وجرح سبعة آخرون في مواجهات مسلحة بين قوات الشرطة اليمنية وآلاف المتظاهرين من أنصار «الحراك الجنوبي» الذين خرجوا الى الشوارع في محافظتي الضالع وعدن أمس لمناسبة مرور 15 عاماً على حرب الانفصال في صيف العام 1994، في وقت اصدرت السلطات القضائية في صنعاء احكاماً بالاعدام والسجن على دفعة جديدة من اتباع التمرد بزعامة عبدالملك الحوثي في شمال البلاد. وذكر شهود أن ثلاثة من عناصر الأمن المركزي جرحوا في مدينة الضالع خلال تبادل إطلاق نار مع متظاهرين رددوا شعارات ضد الحكومة وأخرى تدعو إلى الانفصال. وفي مدينة عدن لقي شخص مصرعه وجرح أربعة من المتظاهرين، فيما شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة طاولت حوالي 300 شخص، بحسب مصادر متطابقة في المدينة التي شهدت إجراءات أمنية غير مسبوقة وانتشاراً كثيفاً لحواجز الشرطة والأمن. وخيم التوتر ايضا على مدن جنوبية اخرى، في حين تظاهر آلاف المؤيدين للوحدة في ابين رافعين شعارات مناهضة للانفصال، فيما سار عشرات الآلاف في صنعاء تأييدا للوحدة واحتفالا بذكرى انتهاء الحرب الاهلية. واتهم العقيد قاسم عبدالرحمن مدير أمن مديرية ردفان التابعة لمحافظة الضالع عناصر من «الحزب الاشتراكي اليمني» المعارض بإثارة الفوضى ورفع الشعارات المناهضة للوحدة في المديرية. وقال للصحافيين: «إن نحو 200 شخص من أنصار الاشتراكي رفعوا صوراً لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض وأعلام جمهورية اليمن الديموقراطية (الجنوب قبل الوحدة العام 1990)، كما حملت مجاميع منهم الأسلحة، في مسيرة غير مرخصة بالمدينة». وأضاف أن الأجهزة الأمنية متوقفة نهائيا عن ممارسة مهماتها في المدينة، تحسبا لحدوث مواجهات مع هؤلاء المسلحين، لكنه نفى حصول أي اعتقالات في المديرية. واعتبر عبدالرحمن ان مسيرة ردفان «تأتي في إطار مسلسل الفوضى وبث الحقد والكراهية بين صفوف المواطنين في عدد من المحافظات الجنوبية»، مؤكداً ان أجهزة الأمن «ستتصدى لمثل هذه الأعمال التخريبية وستلاحق المتورطين فيها لتقديمهم الى العدالة». من جهة ثانية، أصدرت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب أمس أحكاماً بحق دفعة جديدة مكونة من 9 متهمين من أتباع التمرد «الحوثي» في محافظة صعدة اليمنية (شمال غربي البلاد)، قضت بإعدام ثلاثة منهم شاركوا في أحداث التمرد والمواجهات العسكرية مع قوات الجيش والأمن في منطقة بني حشيش (شمال شرقي مدينة صنعاء) مطلع العام 2008. كما قضت الأحكام الجديدة بحبس الستة الباقين مدداً تتراوح بين خمس سنوات و15 سنة. وبعد سماع منطوق الحكم اعتلت أصوات المتهمين داخل قفص الاتهام مرددين شعارهم: «الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام، هيهات منا الذلة». ولم يستأنف اي من المدانين التسعة الأحكام الصادرة في حقهم، وقال المتهم صالح أحمد الأغربي المحكوم بالسجن مدة 15 عاماً: «15 عاما فقط. كنت أريد الإعدام». وكانت المحكمة ذاتها أصدرت أول من أمس أحكاماً على مجموعة «حوثية» أخرى من أربعة عشر شخصاً وقضت بإعدام سبعة منهم والسجن لسبعة آخرين مدداً تصل الى 15 سنة بعد إدانتهم بالتهم ذاتها. ومن المنتظر أن تصدر خلال الأيام المقبلة أحكام في حق مجموعات أخرى على خلفية المواجهات في منطقة بني حشيش.