تجاوبت لجنة الإدارة والعرائض في مجلس الشورى السعودي مع مطالب أعضاء المجلس بحذف المادة الثامنة من نظام لائحة العمالة المنزلية التي تقضى بعدم تشغيل عامل الخدمة المنزلية خلال المدة ما بين العاشرة مساءً والخامسة صباحاً. ووافق المجلس خلال جلسته العادية ال 38 التي عُقدت أمس، برئاسة الدكتور بندر حجار نائب رئيس «الشورى»، على مشروع لائحة عمّال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، وهو المشروع الأول الذي يعد في المملكة لتنظيم العلاقة بين أصحاب العمل. وأقر المجلس بعضاً من بنود اللائحة ومنها تحذير صاحب العمل من تكليف عامل الخدمة المنزلية عملاً غير المتفق عليه في العقد أو بالعمل لدى الغير، وبند آخر ينص على تنظيم علاقة العمل بين العامل وصاحب العمل بعقد مكتوب باللغة العربية، ويعتمد في الإثبات ويحرر العقد وترجمته إن وجدت من ثلاث نسخ، يحتفظ كل من طرفيه بنسخة وتودع الثالثة لدى مكتب الاستقدام. وأوجبت المادة الرابعة أن يتضمن العقد تحديد العناصر الجوهرية مثل نوع العمل والأجر وحقوق الطرفين والواجبات ومدة التجربة والعقد وكيفية تمديده، وأجازت المادة الخامسة اتفاق الطرفين على وضع عامل الخدمة المنزلية تحت التجربة لفترة لا تزيد عن90 يوماً، يكون لصاحب العمل التحقق خلالها من الكفاية المهنية وسلامة سلوك العامل الشخصي، وله حق إنهاء العقد بإرادته المنفردة خلال مدة التجربة من دون أدنى مسؤولية عليه إذا ثبت عدم كفاية العامل، ولا يجوز وضع عامل الخدمة المنزلية تحت التجربة لأكثر من مرة لدى صاحب العمل نفسه، إلا إذا اتفق الطرفان على أن يشتغل العامل في عمل مختلف عن عمله الأول. ويلتزم عامل الخدمة المنزلية، بحسب المادة السادسة، بأداء العمل المتفق عليه، على أن يبذل في ذلك عناية الشخص المعتاد، وعليه أن يطيع أوامر صاحب العمل وأفراد أسرته المتعلقة بتنفيذ العمل المتفق عليه، وعليه المحافظة على ممتلكات صاحب العمل وأفراد أسرته، وألا يؤذيهم بمن في ذلك الأطفال وكبار السن. كما أن على العامل المحافظة على الأسرار الخاصة بصاحب العمل وأفراد أسرته والأشخاص الذين في المنزل، والتي يطلع عليها أثناء العمل أو بسببه وألا يفشيها إلى الغير، ويجب ألا يرفض العمل أو يترك الخدمة من دون سبب مشروع، وألا يعمل لحسابه الخاص، وألا يمس كرامة صاحب العمل وأسرته، وألا يتدخل في ما يخصهم. كما على العامل أيضاً احترام الدين الإسلامي والالتزام بالأنظمة المعمول بها في المملكة وعادات وتقاليد المجتمع، وألا يمارس أي نشاط يضر بالأسرة. ولم تلق المادة السابعة كفايتها من النجاح بعدما أسقطها المجلس ونالت 32 صوتاً بسبب الفقرة السادسة من المادة ذاتها التي اشترطت بأن يعطى العامل تسع ساعات متتالية للراحة، ما اضطر رئيس المجلس إلى أن يأمر بالتصويت على فقرات المادة السابعة فقرة فقرة، إذ وافق المجلس على الافساح في المجال أمام عامل الخدمة المنزلية للراحة بمدة لا تقل عن تسع ساعات، والتزام صاحب العمل أن لا يكلف عامل الخدمة المنزلية القيام بغير العمل المتفق عليه، إلا في حالات الضرورة، شرط ألا يختلف عن عمله الأصلي اختلافاً جوهرياً. وحذرت المادة من تكليف العامل أي عمل خطر يهدد صحته أو سلامة جسمه أو يمس كرامته. وعلى صاحب العمل توفير السكن المناسب لعامل الخدمة، والافساح في المجال له أن يتمتع بفترات للراحة والصلاة والطعام خلال العمل اليومي، ومنعت المادة نفسها تأجير خدمة العامل أو السماح له بالعمل على حسابه الخاص، وأرجأ المجلس التصويت على بقية المواد الى الجلسة المقبلة. وأوضح رئيس اللجنة الدكتور فهاد الحمد أن العمالة المنزلية في المملكة تزيد عن المليون ونصف المليون، يشكلون ما نسبتة 18 في المئة من العمالة الوافدة، مشيراً إلى أن النسبة في ارتفاع مستمر.