وقف أعضاء في مجلس الشورى مذهولين أمام سحب لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في المجلس التي يترأسها طلال بكري، كل توصياتها السابقة لتطوير العمل في القطاع الرياضي والثقافي والشبابي، بعد مناقشة التقرير السنوي الأخير للرئاسة العامة لرعاية الشباب، من دون الإعلان عن عذر مقنع لسحب التوصيات السابقة التي وصفها البعض ب«التاريخية»، وتؤكد مصادر قريبة من اللجنة أن السبب الرئيسي وراء سحب التوصيات يعود لتسربها إلى وسائل الإعلام قبل مناقشتها في المجلس. ومن بين أهم التوصيات «المسحوبة»، تشكيل لجنة تتولى تقويم المسيرة الرياضية في المملكة، ترفع توصياتها ونتائج دراستها للمقام السامي الكريم. وما أثار دهشة الأعضاء أن اللجنة كانت أوضحت أن مشاركة اللجنة الأولمبية العربية السعودية والاتحادات الرياضية تمت في 140 منافسة خارجية شارك فيها 1202 لاعب، وعلى رغم كثرة المشاركات في المنافسات الخارجية لم تحقق المملكة إنجازاً إقليمياً أو قارياً أو دولياً لمنتخبات المملكة وأنديتها، ورأت اللجنة أن هناك إخفاقات رياضية في المشاركات الرياضية السعودية في الخارج، وأن المبالغ التي تصرف على هذه النشاطات لا توازي النتائج المتحققة في المحافل الدولية. ولفت الأعضاء في جلسة أمس إلى أن التوصيات استبدلت بأخرى، منها إنشاء مباني أندية للصم في الرياض والدمام، على أن تعمم لاحقاً في مختلف مناطق المملكة. كما أضافت اللجنة توصية ثانية جديدة دعت إلى التأكيد على سرعة إنفاذ الأمر السامي الكريم بالإسراع في تفعيل النشاط الثقافي في الأندية، بالتنسيق بين وزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب، إذ قوبلت التوصية بالرفض الشديد من بعض الأعضاء، وقال الدكتور عبدالرحمن العناد في مداخلته: «الأمر السامي الكريم لا يحتاج إلى توصية تأكيدية من مجلس الشورى»، مطالباً بسحب التوصية، ووافقه الرأي عامر اللويحق، مؤكداً أن المجلس ليس بالضرورة أن يصوّت على هذه التوصية مطالباً بسحبها أيضاً. من جانبه، أوضح عضو المجلس الدكتور عبدالمحسن الزكري أنه «لا بد من تحلي لجان المجلس ببعض الشجاعة في حال وجدت أن التقارير لا تحتاج إلى أن توضع لها توصيات»، ويضيف: «توصية اللجنة الجديدة لا يجب تمريرها من مجلس الشورى».