أكد العضو المنتدب لشركة تكوين المتطورة للصناعات (تكوين) عبدالمحسن العثمان، أن الهدف الاستراتيجي من طرح الشركة 30 في المئة من أسهمها للاكتتاب العام وإدراج أسهمها في سوق الأسهم السعودية، هو تسهيل مهمة «تكوين» من أجل الدخول في شراكات وتحالفات استثمارية مع شركات أخرى تعمل في المجال ذاته الذي تعمل فيه الشركة، وأن هذا الهدف يسهل تحقيقه بعد إدراج أسهم الشركة في سوق الأسهم السعودية. ومن المقرر أن يتوجه المستثمرون الأفراد اليوم (الاثنين)، للاكتتاب في أسهم «تكوين» ولمدة سبعة أيام متواصلة، بعد موافقة هيئة السوق المالية أخيراً على طرح تسعة ملايين سهم للاكتتاب العام، تمثل 30 في المئة من أسهم الشركة، وسط توقعات بأن يشهد الاكتتاب إقبالاً كبيراً من المستثمرين. وكشف العثمان في حوار مع «الحياة» أنه تمت تغطية الاكتتاب من البنوك والمؤسسات المالية بنسبة 234 في المئة، مشيراً إلى أن «تكوين» لديها خطة توسعية بعد إدراج أسهمها في السوق لتحقيق مزيد من النمو في الأرباح التي ظلت تحققها الشركة طوال السنوات الماضية. وتحدث العضو المنتدب لشركة «تكوين» عن الخطط المستقبلية للشركة بعد طرح أسهمها للاكتتاب العام، ومن بينها افتتاح مصنع جديد للأنسجة في رابغ، كما تطرق إلى مستقبل القطاع الصناعي في المملكة بعد تعيين الدكتور توفيق الربيعة وزيراً للتجارة والصناعة، واستعرض برامج «تكوين» لتدريب الشباب السعودي وتوطين الوظائف، وبرامج المسؤولية الاجتماعية للشركة تجاه المجتمع السعودي. فإلى نص الحوار: الرؤية الاستراتيجية يبدأ اليوم الاكتتاب العام في شركة «تكوين» ما رؤيتكم الاستراتيجية من وراء هذا الطرح؟ - نحن في «تكوين» لدينا هدف استراتيجي من وراء طرحها للاكتتاب وتحويلها إلى مساهمة عامة، فهناك خطط توسعية نحرص على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، وهذه الخطط سيكون من السهل تطبيقها في حال تم إدراج الشركة كمساهمة عامة في سوق الأسهم السعودية، إذ إن هذه الخطوة ستسهل من عملية البحث عن شراكات وتحالفات استراتيجية مع شركات أخرى، لذلك فإننا نعوِّل كثيراً على هذه الخطوة. وبالفعل فقد ثبت لنا أننا نسير في الطريق الصحيح بعد أن تمت تغطية الاكتتاب من البنوك والمؤسسات المالية الاستشارية بنسبة 234 في المئة، وهذا الأمر يدل على قوة الشركة وثقة المستثمرين بها عند طرح اسهمها للاكتتاب العام. ولكن أستطيع أن أؤكد هنا أن قرار طرح 30 في المئة من رأسمال الشركة للاكتتاب العام يعكس الرؤية الاستراتيجية التي ترمي إلى تحقيق مركز ريادي في قطاع تصنيع وبيع منتجات التغليف البلاستيكية والأقمشة غير المنسوجة محلياً وعالمياً، وعموماً هذه المرحلة تمثل امتداداً لإنجازات سابقة، ورغبة أكيدة في توسعة مجالات الشركة، الأمر الذي يعزز من الأداء المالي والعوائد المتوقعة للشركة، وهذا الأمر سيكون له الأثر الإيجابي على المساهمين. انطلاقة «تكوين» نعلم أن «مجموعة العثمان القابضة» تضم عدداً كبيراً من الشركات، فلماذا اخترتم «تكوين» لتكون أول شركة تطرح جزءاً من أسهمها للاكتتاب العام من دون غيرها من بقية شركات المجموعة؟ - «تكوين للصناعات المتطورة» هي شركة تغليف وتعبئة منتجات بلاستيك، المعروفة سابقاً باسم العثمان لمنتجات البلاستيك (بلاستيكو) المتخصصة في تعبئة المرطبات والألبان بجودة عالية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، وبعد استحواذها في بداية العام 2010 على شركة «ساف» للأقمشة غير المنسوجة الصنع للأغراض الصحية والطبية، إذ تعد أحد أهم الموردين لمنتجات حفاضات الأطفال، إضافة إلى شركة «التراباك» التي تخصصت في إنتاج المكونات مسبقة الصنع من تيريفثالات البولي إيثيلين (بيت) بموازين ومقاسات مختلفة للمرطبات والمياه المعدنية والمشروبات الغازية ومنتجات الألبان والعصائر، كان الهدف الاستراتيجي لهذه المجموعة المتنوعة من الشركات هو إنتاج منتجات ذات جودة عالية وبقيمة مضافة لعدد من الصناعات المختلفة. وبعد تشكيل مجلس إدارة شركة «تكوين» قبل عام تقريباً، بدأت الشركة تعمل كشركة مساهمة وتتقيد بأنظمة وقوانين هيئة سوق المال السعودية، التي من بينها التزامها بأنظمة الحوكمة المتعلقة بالشفافية والإفصاح، ومن ثم شرعنا في اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل للشركة التحول إلى شركة مساهمة عامة وفق الأنظمة والإجراءات التي حددتها هيئة السوق المالية. إقبال كبير للمؤسسات المالية على «تكوين» هل أنتم راضون عن مستوى الإقبال من البنوك والمؤسسات المالية في مرحلة بناء سجل الأوامر، وماذا تتوقعون للاكتتاب العام؟ - نعم نحن راضون كل الرضا عن هذه المرحلة، إذ نظمت شركة مورغان ستانلي السعودية، المستشار المالي ومدير سجل اكتتاب المؤسسات ومتعهد تغطية الاكتتاب المساعد لشركة «تكوين»، لقاءً ضم الإدارة التنفيذية لشركة «تكوين» والمؤسسات المكتتبة، وانطلقت مرحلة بناء سجل أوامر المؤسسات المكتتبة، وكان الإقبال والطلب من المؤسسات المكتتبة كبيراً. وأغلق سجل الأوامر، إذ تمت تغطية الاكتتاب بنسبة 243 في المئة. أما المرحلة الأولى للاكتتاب العام في أسهم شركة تكوين فستكون اليوم بعد صدور موافقة هيئة السوق المالية بتاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر)2011 على طرح تسعة ملايين سهم للاكتتاب العام تمثل 30 في المئة من أسهم الشركة. ونتوقع أن يقتنص المستثمرون من الشركات والأفراد هذه الفرصة الاستثمارية المدفوعة بالثقة في نتائج الشركة الإيجابية، وستستمر هذه المرحلة لمدة سبعة أيام شاملةً آخر يوم لإغلاق الاكتتاب وهو يوم الأحد 22 كانون الثاني (يناير) 2012. وستقوم الجهات المتسلّمة لاكتتاب «تكوين» باستقبال طلبات المستثمرين الأفراد الراغبين في الاكتتاب في 4.5 مليون سهم من أسهم الشركة، وذلك بقيمة 26 ريالاً للسهم الواحد، التي تم تحديدها بناءً على عملية بناء سجل الأوامر خلال المرحلة الأولية للاكتتاب، التي شملت المؤسسات المكتتبة التي خاطبتها مورغان ستانلي السعودية بعد التشاور مع الشركة والمساهمين البائعين بحسب معايير خاصة محددة مسبقاً من هيئة السوق المالية. ونتوقع أن تشهد مرحلة الاكتتاب العام إقبالاً كبيراً من المستثمرين الأفراد نظراً إلى النتائج الإيجابية المتنامية التي حققتها الشركة. هل لدى مجموعة العثمان القابضة التي تضم عدداً كبيراً من الشركات توجّه لطرح عدد آخر من شركاتها للاكتتاب العام؟ - لدينا شركات عدة تعمل في مجالات متنوعة وتحقق نجاحات كبيرة متواصلة عاماً بعد عام، ولكن في الوقت الراهن فإننا ننتظر النتائج التي نتوقع أن تكون إيجابية من عملية طرح «تكوين» للاكتتاب، نحن على ثقة أنها ستكون من الشركات الرائدة في سوق المال السعودية، وبعد ذلك سنقوم بتقويم هذه التجربة من كل جوانبها وما تم تحقيقه من نتائج، ومن ثم التفكير في الشروع في طرح شركات أخرى تابعة لمجموعة العثمان. عموماً كما قلت فإن الأمر هذا يتوقف على إعداد دراسات شاملة قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بطرح شركات أخرى من المجموعة للاكتتاب العام. السوق المالية متعطشة هل ترى أن سوق الأسهم السعودية في حاجة لطرح مزيد من الشركات الوطنية للاكتتاب؟ - سوق الأسهم السعودية متعطشة حالياً لطرح مزيد من الشركات الوطنية للاكتتاب العام، وأعتقد أننا سنشهد طرح عدد كبير من الشركات للاكتتاب العام خلال العام 2012، وأتوقع أن يكون ذلك خلال الربع الأول. وسوق المال قادرة على استيعاب مزيد من الشركات للاكتتاب، وهذا من شأنه تعزيز مستوى السيولة في السوق ويزيد من ثقة المستثمرين في الشركات المدرجة فيها. خطط مستقبلية ما هي خطط «تكوين» المستقبلية بعد طرحها للاكتتاب العام وإدراجها في سوق المال السعودية؟ - مجلس إدارة «تكوين» لديه خطط توسعية معلنة في استراتيجيتها المستقبلية التي تمتد لمدة خمس سنوات، ولكن أحب أن أشير هنا إلى أن أول خطة توسعية للشركة خلال العام 2012 تتمثل في بناء مصنع جديد للأنسجة في منطقة رابغ، وأتوقع أن يشكل إضافة حقيقية للشركة وتوجهاتها التوسعية. ونعمل على تصدير منتجاتنا غير التقليدية من البلاستيك، خصوصاً في مجال النسيج غير المنسوج إلى كل من أوروبا وأميركا وعدد من الدول العربية. كما نحرص على تلبية طلبات السوق المحلية من منتجاتنا التقليدية من البلاستيك، وبخاصة أن هناك منافسة قوية محلياً، وعموماً نحن نخطط أن تصبح «تكوين» الأولى محلياً في مجال الصناعات التحويلية خلال السنوات المقبلة. التدريب و«السعودة» ماذا عن برامج التدريب والسعودة في شركة «تكوين»؟ - أسهمت «تكوين» في تدريب عدد كبير من الشباب السعودي الذين يعملون في مختلف إداراتها الإدارية والفنية، وتحرص «تكوين» على هذا الجانب من منطلق مسؤولياتها الاجتماعية تجاه أبناء هذا الوطن وتنفيذاً لتوجيهات القيادة بتوطين الوظائف وإتاحة الفرصة للشباب السعودي ليأخذ دوره الريادي في مسيرة التنمية سواء في القطاع العام أو الخاص. ونحن في شركة «تكوين» نعمل على دعم برامج السعودة، ولعلي أشير هنا إلى أن جميع مصانع شركة «تكوين» تم تصنيفها في برنامج «نطاقات» في النطاق الأخضر الذي أقرته وزارة العمل، وهذا دليل واضح على اتباع نهج واضح يدعم برامج السعودة، كما أؤكد أن «تكوين» كانت موجودة أصلاً في النطاق الأخضر قبل اعتماده من وزارة العمل. برامج المسؤولية الاجتماعية ماذا عن برامج المسؤولية الاجتماعية في «تكوين»؟ - لدينا إسهامات عدة في دعم المشاريع الخيرية التي تستفيد منها فئات المجتمع، إذ لدينا إسهامات مالية وعينية لعدد من الجمعيات والجهات الخيرية العاملة في المنطقة الشرقية، ونحن نقدم هذه الإسهامات من منطلق واجبنا الوطني تجاه المجتمع السعودي، كما أن الشركة لديها برامجها في ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية تجاه موظفيها وعملائها أيضاً من أجل توفير بيئة عمل صالحة ومحفزة تساعد في زيادة الإنتاج. كيف تنظرون إلى قطاع الصناعة ودوره في زيادة الناتج المحلي في المملكة؟ - الآن وبعد تعيين الدكتور توفيق الربيعة وزيراً للتجارة والصناعة، أستطيع أن أؤكد أن جميع الصناعيين متفائلون بوجود شخصية مثل الدكتور الربيعة في هذا المنصب، فهو عاصر هموم الصناعيين منذ كان رئيساً لهيئة المدن الصناعية في المملكة، وعرف التحديات التي تواجه الصناعيين، ولديه القدرة على التصدي لهذه التحديات ومعالجتها. وهناك تفاؤل كبير وسط الصناعيين بأن تحدث نقلة نوعية في خطط وبرامج الوزارة خلال المرحلة المقبلة، ونحن كصناعيين نعوّل كثيراً على الدكتور الربيعة لتلمّس همومنا والعمل على إيجاد حلول لها، خصوصاً أن هناك خطوات استراتيجية صناعية حان الوقت لتنفيذها حتى ترتفع نسبة مساهمة قطاع الصناعة في زيادة الناتج المحلي، من خلال قيام مشاريع صناعية جديدة، إضافة إلى التوسّع في المشاريع الصناعية القائمة حالياً. ثلاث مدن صناعية في رأيك هل المنطقة الشرقية في حاجة إلى مدن صناعية إضافية؟ - تعلمون أن هيئة المدن الصناعية أقرّت قيام ثلاث مدن صناعية في المنطقة الشرقية، الأولى في منطقة سلوى ويتوقع لها أن تصبح أكبر مدينة صناعية في المملكة، وبخاصة أنها تقع في مساحة تقدر بنحو 200 مليون متر مربع، إذ يعوّل عليها في جذب عدد من المستثمرين المحليين والخليجيين والمستثمرين الأجانب، إضافة إلى مدينة صناعية ثانية قريبة من أبقيق، وثالثة تقع بين الأحساء والعقير، ولعل هذه المدن الثلاث ستغيّر الخريطة الاستثمارية في المنطقة الشرقية، وستستقطب الكثير من الاستثمارات المحلية والأجنبية للمنطقة الشرقية. ما الذي يميز «تكوين» عن بقية شركات مجموعة العثمان القابضة؟ - ظلت «تكوين» توزع أرباحها على المساهمين خلال السنوات الأربع الماضية، وستقوم بتوزيع أرباحها خلال العام 2012 بعد موافقة مجلس الإدارة والجمعية العمومية للشركة، مع العلم أن أرباح الشركة خلال العام 2010 بلغت 70 مليون ريال، في حين بلغت 78 مليوناً خلال العام 2011، ونتوقع استمرار هذا النمو في الأرباح، خصوصاً بعد طرح الشركة للاكتتاب العام. كما أن الشركة تختلف عن بقية الشركات التي تطرح للاكتتاب بأن لديها أرباحاً متبقية غير موزعة حتى الآن للعام 2011، كما أن التقويم الصادر عن هيئة سوق المال لشركة «تكوين» يعتبر مقبولاً جداً، إذ إن هيئة سوق المال قوَّمت القيمة السوقية لشركة «تكوين» بنحو 780 مليون ريال. علاقة راسخة بين «تكوين» و«سابك» ماذا عن علاقة «تكوين» بعملائها المحليين، وبخاصة «سابك»؟ - لدينا تعاون وثيق مع «سابك» وغيرها من الشركات الأخرى التي نستفيد من منتجاتها، إلا أننا نعتبر أنفسنا من العملاء الأساسيين ل «سابك»، وبخاصة أننا نعتمد بدرجة كبيرة على المنتجات المصنعة من «سابك» التي لها استراتيجية وآليات واضحة في التعامل مع عملائها. ونحن في «تكوين» ملتزمون بهذه الاستراتيجية والآليات، وهذا سر تميّز علاقتنا مع «سابك». وأشير هنا إلى أن «تكوين» راغبة في التوسّع في استثماراتها وبناء قاعدة عملاء جدد محلياً وخارجياً طالما أن ذلك سيحقق لها قيمة إضافية. انطلاق الاكتتاب في 30 % المئة من أسهم «تكوين»... اليوم