لم تكد البسمة ترتسم على محيا هادي الشمري، بولادة بكره «فهد»، قبل أسبوع في حفر الباطن، حتى تحولت إلى «ألم» ينتظر معه «أمل» في أن يبقي هذا الطفل على قيد الحياة، فيما تواصل مستشفيات المنطقة الشرقية، لفظه خارج أسوارها، بحجة «لا توجد حاضنة في العناية المركزة لطفلك». وقال والد الطفل ل«الحياة»: «أرى الموت يحوم فوق رأسه، وعلى رغم أنني لم أترك باباً لأي مستشفى، إلا وطرقته، لكنهم لا يجيبون، ومن يكلف نفسه عناء الإجابة فإنه يرسل ورقة عبر الفاكس، برفضه». وبدأت معاناة فهد، فور ولادته في مستشفى الملك خالد العام في حفر الباطن، إذ تفاجأ الأطباء هناك، بأن لديه حالة مرضية «نادرة الحدوث»، تتمثل في «فتق في البطن وخروج الأمعاء منه». ولم يستطعوا علاجه، فأرسلوا خطابات إلى جميع مستشفيات المنطقة، لكنها لم ترد، فأجريت عملية استئصال للأمعاء الخارجية، وبعد ثلاثة أيام، وصل رد بقبوله من مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر. ونُقل الطفل بسيارة إسعاف من حفر الباطن إلى الخبر، فجر الأربعاء الماضي، وأُدخل من طريق الطوارئ، «لينتظر خمس ساعات من دون أن يكشف عليه أحد» بحسب قول والده، مضيفاً «بعد منتصف النهار، تفاجئنا بموظفي المستشفى يطالبوننا بالعودة إلى حفر الباطن، بحجة عدم وجود حاضنة للطفل. وأثناء حورانا أعيد ابني إلى سيارة الإسعاف». حينها، لم يكن من الأب سوى الاتصال بشرطة الخبر، التي «حضرت إلى المستشفى، ومنعت نقل الطفل، وطالبت ببقائه، وتم وضعه في جناح طبي. لكن الطبيب حذر من ذلك، مؤكداً أنه بحاجة ماسة إلى حاضنة في العناية المركزة، مطالباً بتوفيرها إليه». وأجرى الأب اتصالاً عاجلاً بالمدير العام ل«صحة الشرقية» الدكتور طارق السالم، الذي «تولى الإشراف على الحالة، ووجه بنقل الطفل إلى أحد المستشفيات الخاصة في الخبر، لكن الأخير اعتذر عن عدم استقباله، لعدم وجود سرير. وطالبه بالبحث عن أي مستشفى خاص آخر، ولكن من دون جدوى». ويضيف الشمري أن «المستشفى الجامعي يرفض إخراج ابني إلا تحت مسؤوليتي. كما لم يقم بتوفير سرير له حتى الآن». وأشار إلى أنه طرق باب أكثر من 10 مستشفيات حكومية، لكنها «أوصدت أبوابها عن استقبال طفلي، بحجة عدم وجود حاضنة». وتساءل: «من المسؤول لو فقدت ابني؟، ولو نجا من الموت من سيضمن أن يخرج من أزمته الصحية من دون مضاعفات؟». وناشد وزير الصحة، «التدخل لنقل ابني إلى أحد مستشفيات الرياض، وفي حال عدم وجود سرير هناك؛ ينقله إلى خارج المملكة». وعلى رغم الاتصالات المتكررة من جانب «الحياة»، مع مسؤولين في مستشفى الملك فهد الجامعي، للحصول على إيضاح عن الحالة، إلا أنهم رفضوا التجاوب معها.