تحدثنا عن قرارات «التكليف» سابقاً وأعود إليها اليوم بعد قرار تكليف عبدالله الهزاع رئيساً لنادي القادسية، وفي ظل أحاديث اتحادية تتداول هنا وهناك عن إلغاء الجمعية العمومية وتكليف إدارة لموسم واحد حتى يتم ترتيب أوضاع النادي، ويبدو للأسف أن «التكليف» أضحى هو القاعدة والانتخابات وعقد الجمعيات العمومية وتطبيق الأنظمة الإدارية، هي الاستثناء، ففي دوري زين للمحترفين للموسم المقبل هناك 3 إدارات مكلفة أي ما يشكل 25 في المئة من عدد أندية الدوري مع ترشيحات لزيادة العدد. شخصياً أرى في التكليف قضاء على انطلاقة رؤية جديدة بدأتها الاتحادات الرياضية عبر «الانتخابات» ولم تستكملها الأندية بمساندة «الرئاسة» التي مارست «الوصاية» على الأندية ولم تمنح منسوبيها حق «الاختيار»، وحتى وإن كان العذر هو «الإشكالات» القائمة، فليس من المنطقي أن تكون هذه المشكلات بلا حلول فلكل مشكلة حل. صيف الرياض أرسل لي قارئ «غاضب» و «متنمر» يتبرم من أجواء الرياض وسأورد رسالته هنا كما هي: «نحن نعيش في صيف قاس، مرتفع الحرارة، لا نجد مكاناً مناسباً ننزه أطفالنا وأسرنا وعائلاتنا، وإذا ما تهورنا وتوجهنا إلى الثمامة تحت ضغوط «الأطفال» فلن نجد سوى «الدبابات» غير الآمنة أو بالأصح «الخطرة» الاستخدام، وإذا ما تعرض طفل أوشاب إلى إصابة من هذا «الترفيه» غير المنضبط وغير المنظم، فأمامه حلان إما أن يكون لديه تأمين فيذهب إلى المستشفيات الخاصة، أو أن يكون «غير مؤمن» فيواجه أزمة المستشفيات العامة، وفي كلا الحالتين هو معرض ل «الأخطاء» الطبية الشائعة. أما إذا قررت أن لا ترضح لضغوط الأطفال فعليك أن تخضع للضغوط «الناعمة» وتتوجه إلى المكان الترفيهي ربما الوحيد داخل الرياض، إلى أقرب مطعم عائلي، وأنت تحلم بيوم «رومانسي» ومتعة أسرية، ولكنك ستحتار وتخشى من الاختيار، وستجد هناك مطاعم مظهرها رائع، وباطنها «نص كم»، مما اضطر «الأمانة» إلى إغلاقها تحت وطأة «تجاوزاتها» مع العلم ان المطاعم «المضروبة» أكثر من الهم على القلب مهما كانت شهرتها أو جمال ديكورها الخارجي، أما إذا تعرضت للتسمم وهو ما بات شائعاً، وبنسب كبيرة، فأنت أمام خيارين، إما أن تكون «مؤمناً» .... والتكملة سبق لكم قراءتها... ثم نجد من يلومونا على زيادة أوزاننا وانتفاخ كروشنا! ففي الرياض المظاهر في الشارع خطرة ومقززة، فمن القيادة المتهورة وعدم الالتزام والتقيد والتي يشكل الصغار الخطر الأكبر منها، إذ يتقدمون على الليموزينات ويتجاوزونها ... فضلاً عن أنها مدينة لا تتطلب أن تشغل بالك أو تجهد نفسك عندما تريد أن ترمي شيئاً فأنت لا تحتاج إلى عناء البحث عن القمامة فأي مكان يحق لك فيه الرمي، سواء كنت من أهلها أم مقيماً فلم يعد أحد يستحي أو يحترم في ظل عدم اكتراث الجهات المعنية بمثل تلك الظواهر. في مدينتي رد فعل أي سائق غير نظامي تقابل من الآخرين بالرد السريع والعصبية والقذف وربما أشد من ذلك، علماً بأن الأجواء الهادئة المناسبة لا تشجع على ذلك! مظاهر سلبية عدة منها انقطاعات الكهرباء التي اصبحنا نستنكر ونستغرب عدم تكرارها في الصيف، إلى عصبية الناس وعدم تقبل الآخر، وصولاً إلى عدم التقيد بالأنظمة في ظل ضعف رقابي واضح». انتهت رسالة القارئ الغاضب الذي لا ألومه على انفلات حاله «العصبية» التي ربما جعلته يبالغ في بعض «الأمور»، فالمسألة ليست في المدينة التي تعيش فيها فقط، بل في مدن أخرى تعاني من ذات المشكلات ليس في السعودية وحسب، بل في عدد من دول العالم المتقدم أحياناً، لكن ما أستطيع أن أقوله لهذا القارىء العزيز أن كل ابتلاء نحسد عليه، ونؤجر على الصبر عليه، فنحن مبتلون ومحسودون على أننا صامدون. وربما كانت «الأغبرة» زيادة في الابتلاء وفرصة لزيادة الاحتساب والأجر، خصوصاً إذا كان «الصبر» والنية الحسنة شعارنا دوماً. TILAL [email protected]