لم تجد موظفات البنود اللاتي ينتظرنَ تثبيتهنَ بوظائف رسمية في وزارة التربية والتعليم، وسيلة للتحقق من كونهنَّ مشمولات بالتثبيت، سوى موقع «جدارة»، المُخصص للوظائف التعليمية النسوية، التي بدأ التسجيل لها في نهاية شهر محرم الماضي، بعد استحداث 28 ألف وظيفة نسوية، تنفيذاً للقرار الملكي. وعلى رغم كون «جدارة» غير مُرتبط بالتثبيت، إلا أنه رفض تسجيل الكثير من المتقدمات، بحجة أنهنَّ مشمولات بالتثبيت، بحسب مُبرر الرفض الذي يظهر للمُسجلة في الموقع، ما أثار موجة تفاؤل بين معلمات البنود، اللاتي ينتظرن أي توضيح رسمي من وزارتي التربية والتعليم والخدمة المدنية حول مستقبلهن الوظيفي، فيما يُقابلنَ ب «الصمت المُطبق» من الوزارتين. وتقدمت العشرات من موظفات البنود (الأجور، والأجر اليومي، وبند العمال) العاملات في إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، للتسجيل في الموقع الإلكتروني منذ افتتاحه قبل أسابيع، إلا أنه رفض تسجيلهن، وتلقين إجابة «أنت مشمول بالتثبيت، لا يحق لك التسجيل في الموقع»، وأثارت عبارة الرفض مشاعر الفرح بين الكثير من المتقدمات، لأنهن ضمن التثبيت بوظائف رسمية. بينما تحطمت آمال عدد كبير منهن، لعدم رد الموقع عليهن، بعد أن قمن بتعبئة البيانات كاملة على الموقع، ما جعلهن تشعرن ب «الإحباط الشديد»، على رغم سنوات خبرتهن الطويلة، وتساءلن عن سر عدم تثبيتهن أسوة بزميلاتهن. وشهدت الأوساط التربوية منذ بدء إطلاق برنامج التسجيل «جدارة»، حالة من القلق، لعدم شمول بعض معلمات البنود بالتثبيت، إلا أن الإدارة العامة للتربية والتعليم في الشرقية أكدت لمراجعاتها، أن «جدارة» لا يعتبر الفيصل في التثبيت، وهو مختلف تماماً عن تثبيت العاملات على البنود». وبدأت حالة من القلق تسود بين صفوف التربويات،اللاتي طالبن بالتثبيت، عندما بادرن في التسجيل في برنامج «جدارة»، الذي ردَّ على إحداهن أنها مشمولة بالتثبيت، ولا يمكنها الالتحاق في «جدارة»، بحسب نادية موسى، التي قالت: «إن موقع وزارة الخدمة المدنية الإلكتروني يشهد زحاماً كبيراً، للتسجيل في برنامج «جدارة» للوظائف المتاحة»، لافتة إلى أن غالبيتها «تخصصات لم نكن نتوقع أن نتوظف فيها، مثل الدراسات الإسلامية، واللغة العربية، وغيرها من التخصصات، كالتاريخ والجغرافيا»، مشيرة إلى حدوث «لبس بين طالبات العمل، وبين العاملات على البنود، اللاتي تقدمن إلى «جدارة»، ما أحدث إرباكاً في الموقع، وأيضاً إرباكاً في المعلومات التي قُدمت لهن». وتفاجأت فاطمة العومي (معلمة على بند الأجر اليومي) بعدم رد «جدارة» عليها، على رغم أنها كانت «مُستبشرة خيراً». إلا أن عدم ظهور عبارة «لا يحق لك التقدم لأنك مشمولة في التثبيت»، أدى إلى إدخالها في نوبة من القلق، وبادرت في الاتصال بوزارة الخدمة المدنية، ومراجعة فرعها في المنطقة الشرقية، الذي أكد عدم صدور معلومات تتعلق بهذا الشأن. وقالت العومي: «انهالت معلمات البنود على التسجيل في موقع «جدارة»، على أمل الحصول على وظيفة، وبعضهن استبشرن خيراً. و البعض راح يشعر بالقلق لعدم الرد، خصوصاً أنه لم تعلن حتى الآن أي معلومات حول توقيت صدور التثبيت رسمياً. وعندما راجعنا الإدارة، أكدت مسؤولات فيها أنه تم رفع مسوغات التثبيت. ولا زلنا ننتظر الرد من وزارة الخدمة المدنية». فيما تخشى بعض المعلمات من «صدور قائمة المقبولات ضمن الوظائف التعليمية النسوية التي تم استحداثها أخيراً، وعدم صدور قرار تثبيتهن، ما قد يعرقل مسألة الشواغر، ويؤدي إلى تأجيل التثبيت».