لكل شيء وقود يحافظ عليه من التوقف، والمحبة أحد هذه الأشياء التي يجب ألا تتوقف، أجزم أنه لا يوجد أحد لم يستخدم هذا الوقود، سواء في الصغر أو الكبر، إنها الهدايا، فما مفهومنا للهدية؟ وما أهميتها بالنسبة للمُقَدَمة له؟ وهل كل مناسبة تستحق هدية؟ قد يصعب على البعض إيجاد معنى لهذا المصطلح، ولكن لن أحيلك إلى أي من المعاجم، أو إلى تعريفات معقدة، إنما الهدية بكل بساطة هي وسيلة لإيصال شعورك لشخص تحبه بشيء يبقى عنده ليتذكرك كلما شاهده، مشكلتنا أن البعض لا يعلم أن قيمة الهدية معنوية، مستمدة من قيمة من أهداها إلينا، كما أن شراء الهدية لدينا لا يسبقه تخطيط جيد، فقبل الذهاب لزيارة مريض مثلاً يكفي أن نمر على محل للورد أو الحلويات لأخذ ما نريد إهداءه، من منا فكر بإهداء شيء نافع لمريض، فمثلاً إهداؤه كتاب يقرأه في جلسته عن مرضه، أو عن تخصصه. صدقني إنها ستشكل له قيمة معنوية وفائدة ملموسة أكثر من إحضارك له شيئاً من الحلوى، كما أنه عند شرائنا للهدية لابد أن نتذكر ما الأشياء المفضلة لدى من سنُقدِم له الهدية؟ فابحث عما يحب، بغض النظر عن قيمتها المادية، وستشعره باهتمامك به، وتقديرك لذوقه، كما لا ننسى الاهتمام بالأشياء التي يتذكرك بها، مثل ساعة جميلة كلما شاهد الوقت تذكرك بها، ولا ننسَى أن نهتم بالمحافظة عليها من الضياع أو التلف. كما أن قيمة الهدية والاعتناء بتقديمها يختلف باختلاف المناسبة وأهميتها، فمناسبة نجاح ليست في الأهمية مثل مناسبة زواج، مع أن كليهما تعني لصاحبها الكثير، لكن أؤمن أن درجات الفرح تختلف، فكذلك درجات الاعتناء بالهدايا وتقديمها، إذاً فالعبرة بقيمتها المعنوية لا المادية مع الاعتناء بذوق من تُقدم له الهدية، لتكون ذات قيمة أكبر لديه، ولا ننسى التخطيط الجيد لاختيارها ليحصل هدفها، وهو إيصال شعور المحبة بشيء يبقى عند من تحب ليتذكرنا كلما شاهده... ولا مانع أن تقبلوا مقالي هدية لكم أحبتي. كلية الحقوق بجامعة الملك سعود [email protected]