قبيل طرحها في الأسواق العالمية، اجتاز مهندسو شفروليه ماليبو 2013 الجديدة كلياً حاجز المليون ميل في تطوير السيارة على الطرق واختبارها، وذلك ضمن تجارب استغرقت 22 شهراً وشملت ست قارات. وساعدت عمليتا التطوير على الطرق والتحقق من الفعالية المكثفتان، على التأكيد أنّ قدرات ماليبو في مجالات القيادة والتماسك والراحة والجودة والتحمل ستكون مثالية عند بدء إنتاجها، وأنّها ستلبي مختلف حاجات العملاء، خصوصاً أنها ستطرح للبيع في نحو 100 بلد، ما يجعلها أول سيارة سيدان متوسطة الحجم «عالمية» من شفروليه. وقد تمّ اجتياز المليون ميل من التجارب خلال الربع الأول من العام 2010 عبر أسطول تألف من نحو 170 سيارة في مرحلة ما قبل الإنتاج، حيث تمّت قيادتها في معدل تراكمي يزيد على 45450 ميلاً كل شهر أي ما يعادل 66.66 سنة من القيادة لمسافة 15 ألف ميل سنوياً، و201 رحلة ذهاباً وإياباً بين نيويورك ولوس أنجليس ورحلتين الى القمر ذهاباً وإياباً. وفيما عكست التجارب الصارمة لماليبو مقاييس جنرال موتورز العالية للتحقق من الفعالية، فإن النطاق العالمي لمشروع ماليبو عزّز هذا الأمر، فقد تمّ بناء مزيد من النماذج المخصصة للقيادة، التي تُعرف بالنسبة لمهندسي جنرال موتورز بسيارات «التكامل»، بالمقارنة مع سيارة تطوّر لسوق محدّدة، وقد اشتملت على 13 تركيبة مختلفة من القوة المحرّكة وتجهيزات عدة ستوفرها ماليبو حول العالم. وساهم التنوّع الكبير في ظروف الأسواق في تسريع عملية تجميع المسافات ضمن البرنامج لتجتاز نطاق المليون. وقد بنيت النماذج الأولية يدوياً من قبل جنرال موتورز في الولاياتالمتحدة، ثم شُحنت إلى سائر أنحاء العالم حيث تمت قيادتها في مراكز التحقق من الجودة الخاصة بجنرال موتورز في أميركا الشمالية، كما على الطرق المفتوحة والسريعة والفرعية للولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية والصين وإنكلترا ودبي وألمانيا. وفي مراحل التطوير، احتوت سيارات ماليبو، التي كانت لا تزال في مرحلة ما قبل الإنتاج، على مجموعة قوة محركة وأجهزة تعليق وغيرها من المكونات الأساسية للسيارة التي حصلت على «الضوء الأخضر» للإنتاج، حيث ساعدت تجارب القيادة على مدار الساعة في ضبط عياراتها كليّاً في ما يتعلق بديناميكيتها في الأداء والهدوء داخل المقصورة ومستويات راحة المقاعد والانقيادية... وخلال اختبارها، تمت قيادة سيارات ماليبو عبر «وادي الموت» في أكثر أيام الصيف حراً من أجل التحقق من أداء مكيّف الهواء، وتبعت ذلك القيادة إلى قمم جبال روكي لتنفيذ اختبارات الارتفاعات الشاهقة، كما أُخضعت السيارات لمئات الأميال من عمليات التوقف والانطلاق خلال القيادة في ساعات الذروة داخل مدينتي شيكاغو وسيول، وأيضاً عبر التلال المتعرجة لكارولاينا الشمالية من أجل تقويم الراحة التي توفرها المقاعد وغيرها من عوامل القيادة لمسافات طويلة. وحتى حاملات النقود المعدنية خضعت لعملية التقويم. ومع الاختلافات الأكثر أهمية بين الأسواق التي تتعلق بمجموعات القوة المحركة، هناك تفاصيل يجب تقويمها خلال اختبارات قيادة ميدانية الواقع، فحتى الأشياء الصغيرة كحاملة عدّة تغيير الإطارات أو التذاكر تختلف بين الأسواق. وفي كوريا على سبيل المثال، تستخدم مصابيح التنبيه في أحيان كثيرة بهدف توجيه الشكر لسائقي السيارات الأخرى، لذا فإن الاعتمادية الطويلة الأمد لمفتاح تشغيل هذه المصابيح يجب أن تكون مضمونة، ما يعني أنه يتوجب اختبار حتى الأمور الصغيرة لتلبية حاجات مختلف الأسواق والاستخدامات. الأخاديد الموسمية وبالحديث عن كوريا وغيرها من الأسواق الآسيوية التي تتعرّض للأمطار الغزيرة خلال فترة الرياح الموسمية، فهي مليئة بطرق سريعة تحتوي على أسطح من الإسمنت الذي يتضمن «أخاديد» عميقة من أجل تصريف المياه. وعلى رغم أن هذه الأخاديد فعالة خلال موسم الأمطار، الا أن القيادة فوقها في الصحو يمكن أن يولّد ضجيجاً كثيراً، ما يشكّل تحدياً للمهندسين. وكانت الإطارات العمود الفقري بالنسبة لأداء ماليبو فوق الأخاديد الموسمية، إذ ذهب المهندسون بعيداً في سعيهم من أجل إيجاد الإطار المناسب للأسواق. وشمل ذلك اختبار الإطارات ال11 المحددة لماليبو حول العالم من أجل معرفة أداء كلٍّ منها على الطرق الموسمية، إحضار مصنَعي الإطارات من أجل استشارتهم حول كيفية القيام بتغييرات على تصميم سطح الإطار وتركيبته، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الأداء، إنشاء «نسخة» مماثلة لطرق كوريا التي تحتوي على الأخاديد في مراكز التحقق من الجودة العائدة لجنرال موتورز في أريزونا من أجل التقويم، إجراء مقارنات أداء مع السيارات المنافسة المتوافرة في السوق الكورية التي تتضمن السيارات المستوردة لا الطرز التي تتوافر في السوق الأميركية، واختبارها في مواجهة ماليبو على طرق الاختبارات المنسوخة. وفيما كانت معظم سيارات التطوير تعمل على مدار الساعة، فإن سيارات أخرى لم تجتز أي أميال على الإطلاق. فسيارات التطوير في كلّ من إنكلترا والولاياتالمتحدة كانت تعمل عبر المياه المالحة وتخزّن في غرف خاصة لمحاكاة عملية بقائها لسنوات عرضة لعوامل التآكل والقيادة على الطرق الشتوية، بينما كانت سيارات أخرى مركونة تحت شمس أريزونا لمعرفة كيفية تحمّل موادها الداخلية للحرارة القصوى. وفي لفتة إلى عمليات التطوير التي تبرز أهمية اختبارات ماليبو لمسافة مليون ميل، وجد المهندسون أن عدداً من المناطق في السيارة تتطلب اهتماماً كبيراً. لذا، توجّب إحداث تغيير في التطبيقات خلال عملية الختم السائل لبنية الجسم، ما ساهم بتوفير انقيادية أكثر هدوءاً.